في اطار الاحتفال بشهر التراث وتحت اشراف الأستاذ: «عبد الرؤوف الباسطي» وزير الثقافة والمحافظة على التراث عاشت جهة بنزرت انطلاقا من صبيحة الاربعاء الماضي على وقع فعاليات المعرض الجهوي الخاص بالحرف والفنون والورشات الحية... وقد تماهت بالمناسبة الاجواء الاحتفائية التي أمنتها فرق الفنون الشعبية والسلامية والمجموعات الموسيقية مع أصالة الحرف والمعروضات بمختلف الاروقة بالقاعة الكبرى بدار الثقافة الشيخ ادريس، اذ استمتع زوار المعرض بمقطوعات موسيقية نادرة وأغاني مقتبسة عن التراث الشعبي والفلكلور البنزرتي... عادات الاجداد المعرض بما احتوى من لوحات مجسمة لعادات الاجيال وحرف لها أكثر من حضور بالمخيال الاجتماعي لمتساكني الجهة وتأخذك الأروقة دون ارادة منك الى رحلة في فضاء مفتوح على نوافذ من مخزون التراث ببنزرت حيث ازدانت مختلف الاجنحة بالأواني النحاسية والفخارية القديمة من «برمة وكسكاس» و«طاجين» و «كانون» التي ما تزال تمثل احدى استعمالات ربات البيوت اليوم من بنزرتالمدينة الى سجنان الرائعة.... وفي جانب آخر من هذا المعرض تبهرك أيضا حرفة «السداية والسرج من «بازينة»... كما تستهويك من بعيد أيضا حلقات التعلم في الكتاب بمعتمدية العالية... وقد يستوقفك كذلك وفي ذات الجولة مشهد قد لا يتكرر بدوره لإحدى النسوة من مدينة منزل عبد الرحمان وهي بصدد حياكة شباك الصيد والأخرى كانت قد شرعت بدورها منذ فترة في احضار: «ماء الزهر» وتقطير: «العطرشية» كما يحلو لكثير من البنزرتية تسميتها وذلك على نار هادئة في محاكاة لتقاليد الأسلاف من ربات البيوت... معالم... ولباس تقليدي... بعض اللوحات التي زينت أركانا من هذا المعرض رصدت بدورها عددا من المعالم الضاربة بعمق في تاريخ الجهة على غرار: النزل الأثرى الروماني بالعالية والابراج الأثرية بغار الملح.... غير أن من بين المشاركات الأخرى التي أدخلت اضافة على المعرض عروض اللباس التقليدي المميز لكل منطقة بالولاية ان أمكننا بالمناسبة التعرف على عادة في اللباس اليومي تعود الى حدود ثلاثينيات القرن الماضي في بنزرت اضافة الى تقاليد خصوصية في الاحتفال بالعرس والختان وغيرها من المناسبات الأخرى في فضاء العائلات بالجهة... ويبقى جدير بالملاحظة أن مثل هذه التظاهرة ان نجحت في استقطاب عدد هام من عشاق الفنون وهواة علوم الحضارة والتاريخ ولا سيما عبر اشراك مختلف الجمعيات والمنظمات والمصالح الناشطة في هذا المجال فإن تنظيم تظاهورات مشابهة على امتداد أشهر السنة يمثل شكلا جديدا للتعريف بتراث الجهة حتى تبقى النوافذ المساهمة بصورة فعالة في فهم خصوصيات التراث ولا سيما المحلي منه وتقريبها من ذاكرة الأجيال الناشئة.