أبدت واشنطن ثقتها في عودة مفاوضات السلام غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين الأسبوع المقبل حيث من المنتظر أن يصل المبعوث الأمريكي الى الشرق الأوسط جورج ميتشل اليوم الى المنطقة لاجراء ماراطون من المباحثات والمشاورات مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي تستمر أسبوعا في محاولة أخيرة على ما يبدو لإحياء عملية السلام المجمدة منذ أكثر من عام ونصف العام. فقد أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمام مجموعة «أي جي سي» أن حكومتها تعمل ليلا ونهارا من أجل استئناف المحادثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين متوقعة أن تبدأ هذه المفاوضات الأسبوع المقبل. شروط الحوار... متوفرة! ودعت كلينتون الى دعم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «من أجل التقدم في الحوار» مضيفة أن استئناف الحوار أساسي بالتأكيد. وأكدت كلينتون أن الادارة الأمريكية تريد أن ترى الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي يجريان مباحثات مباشرة ويعملان على حل جميع القضايا الصعبة العالقة بينهما. وقال المتحدث بإسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي من جانبه انه اذا حصل عباس على الدعم الذي يحتاج اليه من المنطقة وبعد المحادثات التي أجريناها معه في الأسابيع الأخيرة فإن جميع الأطراف ترى أن الشروط لبداية حوار غير مباشر قد اجتمعت حسب قوله. وكان مسؤول أمريكي أعلن قبل أيام أن الرئيس الأمريكي أبلغ عباس عزمه على اتخاذ خطوات ضد اسرائيل ان هي عطلت مباحثات السلام المزمع استئنافها قريبا. ونفى البيت الأبيض أمس أن يكون الرئيس أوباما قد تعهد لعباس بعدم استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لتعطيل أي قرار يدين استمرار اسرائيل في ممارسة سياستها الاستيطانية في الضفة الغربية بما في ذلك القدس وأشارت تقارير صحفية نشرها موقع «عرب 48» الى عدم وجود أي وثائق رسمية تؤكد هذا التعهد الأمريكي للفلسطينيين. رفض فلسطيني في الاثناء أكدت حركة «حماس» رفضها أي قرار بالعودة الى المفاوضات سواء مباشرة أو غير مباشرة مع اسرائيل معتبرة أنها عبثية ولا طائل منها. وندد القيادي في الحركة صلاح البردويل بقرار العودة للمفاوضات، في الوقت الذي يعمل فيه الاحتلال على تكريس يهودية الدولة وسلب المقدسات وضمها للتراث الاسرائيلي وتهجير الفلسطينيين، وتثبيت الجدار والمستوطنات وحصار قطاع غزة والعدوان عليه. وعبر قيادي «حماس» عن جزم حركته بأن مثل هذه المفاوضات لن تخرج الا بنتائج سلبية على الشعب والقضية الفلسطينية محذرا العرب من تقديم غطاء مكشوف للسلطة الفلسطينية من أجل العودة إلى المفاوضات. وأكدت الجبهة الشعبية كذلك رفضها للضغوط الأمريكية التي تمارس على الفلسطينيين، بهدف اعادتهم الى طاولة التفاوض، واعتبرت أن العودة للمفاوضات في ظل استعار الاستيطان ضرب من خداع الذات وتهرب من تحمل المسؤولية. وحذرت الجبهة من الانخداع والانسياق وراء وعود شفوية بوقف ما يسمى بالاستفزازات الاسرائيلية في وقت تتجاهل وتتنصل الادارة الأمريكية واللجنة الرباعية الدولية من وعودها المكتوبة والشفوية التي تردد صداها في البلدان العربية ومؤسسات الأممالمتحدة وعواصم المجتمع الدولي.