لوّحت واشنطن أمس بطرح الملف النووي الايراني أمام مجلس الأمن مما قد يؤدي إلى تصعيد الموقف ويضع طهران أمام احتمال التعرض لعقوبات دولية في وقت تتواتر فيه التقارير حول ضربة أمريكية اسرائيلية محتملة للمنشآت النووية الايرانية. وتبدو هذه الضربة مرجحة جدا باعتبار التسريبات الجديدة حول سعي ايران إلى الحصول على مادة محفزة للتفجيرات النووية. وجاء التهديد بطرح الملف النووي الايراني أمام مجلس الأمن على لسان وزير الخارجية الأمريكي الذي اتهم أمس الايرانيين خلال زيارته إلى الكويت بالسعي إلى الحصول على سلاح نووي. تصعيد أمريكي وفي تصريح لصحفيين يرافقونه في جولته التي تشمل دولا أوروبية وعربية اعتبر الوزير الأمريكي ان ايران أظهرت بوضوح انها لا تنوي احترام التزاماتها في ما يتعلق بالكشف عن أنشطتها النووية التي تقول واشنطن انها ذات طبيعة عسكرية لا مدنية سلمية كما تؤكد طهران. ووصف باول بالتطور المثير للانشغال الشديد ما تردد حول كسر اختام الشمع أكثر وضعتها الوكالة الدولية التي للطاقة الذرية على أجهزة الطرد المركزي في محطة «نانتز» النووية الواقعة على مسافة 250 كيلومترا إلى الجنوب من طهران. وتستخدم أجهزة الطرد المركزي في انتاج البلوتونيوم اللازم لانتاج سلاح نووي. ودعا باول إلى تدخل مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قائلا انه لا يمكن السكوت على هذا الأمر. واتهم وزير الخارجية الأمريكي مجددا ايران بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي وبتطوير برنامج نووي عسكري بعدما كانت الخارجية الأمريكية قد اتهمت طهران بأنها دخلت في مواجهة مباشرة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي التصريحات ذاتها التي أدلى بها في الكويت اشار باول إلى انه على اتصال مع نظرائه في كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وهي الدول الثلاث التي قالت انها حصلت على تعهد من طهران لضمان شفافية كل الأنشطة النووية. واجتمع أمس مسؤولون من الدول الثلاث في باريس مع مندوبين عن ايران في محاولة لاقناع الجانب الايراني بتقديم ضمانات بشأن طبيعة الأنشطة النووية. وعقد هذا الاجتماع في باريس في وقت تمارس فيه الادارة الأمريكية ضغوطا على الدول الأوروبية لحملها على التشدد أكثر في تعاملها مع ايران. لكن طهران تتهم من جانبها الدول الأوروبية الثلاث بعدم الوفاء بتعهداتها السابقة بأن تغلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية الملف الايراني في نهاية جوان الماضي. تسريبات وبالتوازي مع الاتهامات الأمريكية المتواترة بشأن الطبيعة الحقيقية للأنشطة النووية الايرانية، ادعت التقارير ان ايران تسعى للحصول من شركات روسية على شراء غاز «الديوتريوم» أو الهيدروجين الثقيل لاستخدامه كمحفز لتفجير أو عدة تفجيرات نووية. لكن الحكومة الروسية التي تراقب بصرامة الصادرات المتعلقة بالمواد النووية، نفت هذه المعلومات. وتعتمد واشنطن على مثل هذه التقارير المتداولة في اتهامها لايران بالسعي إلى الحصول على سلاح نووي.