في تطوّرات لافتة حول الملف النووي الإيراني دعا نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي موفاز المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية البرادعي إلى التخلي عن منصبه متهما إياه باتباع سياسة تعرض السلام في العالم للخطر بتغاضيه عن طموحات إيران النووية وعزز وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية ليبرمان هذا الموقف بقوله أن تصرفات البرادعي تثير الكثير من الشكوك حول نواياه واستعداده للتعامل مع سباق التسلح الإيراني بحق في الوقت الذي تعمل فيه وزيرة الخارجية الإسرائيلية من جهتها على حشد الدعم الأوروبي لفرض عقوبات جديدة على طهران. هذه الحملة الإسرائيلية المتصاعدة ضد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية تأتي عقب تصريحات البرادعي المتكررة في الآونة الأخيرة التي شككت من ناحية في إمكانية إيران صنع القنبلة النووية على المدى المنظور وذلك بناء على تقارير فنية أعدتها الوكالة... والتي انتقدت بشدة من ناحية أخرى الغارة الإسرائيلية منذ مدة على سوريا بدعوى تدمير منشأة ذات طابع عسكري متطور كما أنها ألمحت في أكثر من مناسبة إلى امتلاك تل أبيب - التي ترفض لحد الآن التوقيع على معاهدة حظر انتشار السلاح النووي - عشرات الرؤوس النووية وصواريخ بعيدة المدى. لقد أصبح البرادعي في نظر القيادة الإسرائيلية حجر عثرة أمام حشد الضغوط الدولية لفرض مزيد من العقوبات ضد إيران بدعوى أنهاتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بإصرارها على مواصلة تطوير برنامجها النووي. وبالتوازي مع الضغوط الإسرائيلية المتصاعدة ضد إيران ومواقفها المتشددة الموجهة إلى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتزايد التكهنات حول قيام الإدارة الأمريكية بعمل عسكري ضد إيران قبل نهاية ولاية بوش مطلع سنة 2009 رغم تأكيد واشنطن التزامها بحل الأزمة الخاصة بالطموح النووي الإيراني بالطرق الديبلوماسية. وفي هذا السياق تكثفت في المدّة الأخيرة سيناريوهات الحرب وتداعياتها السياسية والاقتصادية والأمنية ودخلت التصريحات والتصريحات المضادة والتهديدات بين طهرانوواشنطن مرحلة غير مسبوقة قد تكون موجهة إلى الاستهلاك الداخلي كما قد تمهد لمخاطر جمّة قد تواجهها الأسرة الدولية قاطبة في صورة اندلاع هذه المواجهة. لقد أكد الرئيس الأمريكي عشية زيارة المستشارة الألمانية لواشنطن أنه سيواصل العمل في اتجاه تسوية هذه الأزمة بالطرق السلمية كما أكدت ميركل من جهتها عزمها الحث على التوصل إلى حل سلمي للملف النووي الإيراني خلال هذه الزيارة اليوم إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية فيما أكد الرئيس الفرنسي منذ يومين أمام الكونغرس الأمريكي أن «حصول إيران على السلاح النووي أمر لا يمكن قبوله بالنسبة لفرنسا» وسط تصفيق النواب وأعضاء مجلس الشيوخ... وبين مواقف تدعو للحوار وأخرى تطالب بحسم الأمور عسكريا وبشكل فوري قد تصبح الساحة العراقية المشتعلة حاليا الساحة الرئيسية للحرب أو مفتاح الحل لهذه الأزمة الحادة.