لما لاحظ المتهمون أن فرقة الأمن السريع بصفاقس طوقتهم من كل ناحية، ارتموا في القنال ومياهها الراكدة، لكن الجهات الأمنية لم تفوت في الفرصة لإلقاء القبض عليهم جميعا قبل أن يتقاسموا المسروق فيما بينهم. واقعة الحال جدت في اليومين الأخيرين بصفاقس، وتقول حيثياتها إن ثلاثة شبان من ذوي السوابق العدلية اعترضوا كهلا في الخمسين من عمره مع بداية حلول الظلام في احد الأنهج المنزوية بمدينة صفاقس... دون مقدمات تذكر، طلبوا منه بكل وحشية وبطش وتهديد بالضرب أن يتجرد من كل ما يملكه : هاتف جوال، أموال وحتى دراجته النارية التي يستعملها لغاية التنقل إلى مقر عمله يوميا... عبثا حاول الكهل «ترويضهم» بكلمات رقيقة هادئة، إلا أنهم أصروا على موقفهم ولطموه وافتكوا منه دراجته النارية في مرحلة أولى ثم فتشوا جيوبه فعثروا على مبلغ مالي قيمته 30 دينارا افتكوها وطلبوا منه مغادرة المكان مهرولا.. فعلا هرول الكهل متجها إلى أقرب دورية، وقد شاءت الصدف أو ربما دقة حملات التمشيط أن يجد المتضرر نفسه وجا لوجه أمام أعوان فرقة الأمن السريع، وبسرعة سرد تفاصيل ما حدث له مع الثالوث المتهم دالا الأعوان على بعض الأوصاف التي بإمكانها أن تعرف بالمتهمين. في لحظات فقط كان الأعوان على مقربة من المتهمين الذين لما وجدوا أنفسهم محاصرين من كل جانب ارتموا في مياه القنال الراكدة في محاولة للفرار من أعوان الأمن الذين أصروا على إلقاء القبض عليهم. و فعلا كانت المطاردة داخل القنال، وتم إلقاء القبض على المتهمين الثلاثة وحجز الدراجة النارية وال30 دينارا قبل أن يتقاسمها المتهمون فيما بينهم، ليتم اقتيادهم إلى مقر الفرقة والتحري معهم . المتهمون رهن الإيقاف وقد اعترفوا بكل تفاصيل الواقعة التي أصبحت تفسر بما لا يدعو للشك تراجع نسبة الجريمة المسجلة حاليا بصفاقس بفضل يقظة الأمن وتواجدهم في كل الأوقات وفي كل الأماكن...