ادّعى صاحب مقهى وسط العاصمة لطبيب يعاني من مشاكل جبائية بأنه خبير في الجباية، وقادر على حلّ مشاكله، فسلّمه الطبيب 16 ألف دينار حسب شكايته. وقد تم إيقاف صاحب المقهى قبل أن ينال يوم أمس عقوبة بالسجن مدة عام واحد من أجل التحيّل. وتفيد الأبحاث المجراة، أنّ طبيبا يملك عيادة بالعامصة زاره أحد حرفائه لمعالجته من وعكة صحيّة ألمت به وأجرى عليه التحاليل اللازمة، وتعدّدت فيما بعد زيارات الحريف لطبيبه. فتوطّدت علاقتهما إلى أن أضحيا يلتقيان في المقهى. وفي احدى المناسبات اشتكى الطبيب لحريفه بكونه يمر بصعوبات نتيجة مشاكل جبائية، حيث تمّت مطالبته بمبالغ مالية هامة، وهو غير قادر على أدائها. فطمأنه حريفه وأفاده بأنه قادر على حلّ المشكلة. لكونه يعمل خبيرا مختصا في الجباية وطالبه بوثائق خاصة بعيادته على أن يتفحصها بروّية واعدا إياه بالاتصال به لاحقا. وضبط معه موعدا بعد ثلاثة أيام إثرها اتصل الحريف بالطبيب والتقيا ببعضهما. وأفاد بأن الحلّ موجود لتجاوز المشكل الجبائي طالبا منه تمكينه من مبلغ مالي قدره 16 ألف دينار مقابل حلّ المشكل. فسلمه الطبيب المبلغ الذي طلبه منه وجاء في تصريحات الشاكي أنه افتقد اتصالات حريفه به، وجاءه محضر تنبيه بضرورة خلاص آداءات جبائية مطالب بها بمبالغ هامة. فاتصل بحريفه، لكنه لم يتمكن من الحصول عليه. وبعد اتصالات متعدّدة تفطن إلى كونه صاحب مقهى وسط العاصمة، عكس ما زعمه له بكونه خبيرا في الجباية. فتقدم في حقه بشكاية قضائية، أنتجت فتح بحث تحقيقي في الأمر، أسفر عن إيقاف صاحب المقهى حيث أنكر ما نسب إليه، لكن الطبيب تمسك بكونه تحيّل عليه وزعم له بأنه خبير في الجباية. وباستيفاء الأبحاث، أحيل الخبير المزعوم يوم أمس بحالة ايقاف على أنظار المجلس الجنائي بالمحكمة الابتدائية بتونس، وبعد سماع تصريحاته ومرافعة الدفاع، قضت المحكمة بسجنه مدة عام واحد من أجل التحيّل.