... بينما كنت أستمتع بأمواج البحر وهي ترقص على ايقاعات عزفتها لها نسمات عليلة... سمعت ما يعكّر صفو جوي اذ سمعت بعضهم يتحدثون عن الحالات التي تقدمها البرامج الاجتماعية «عندي ما نقلك» و«المسامح كريم» ثار غضب قلمي وجنون كراسي من شدة غرابة تلك الحالات وإن كانت من مسرح الواقع. ولست أرفض تناول مثل هذه الحالات إلا اننا كإعلاميين مطالبون بتقديمها وطرحها بشكل أفضل يتماشى وقيم مجتمعنا. فبالرغم من ان مجتمعنا تغافل كثيرا عن القيم والمبادئ الثابتة الا انه لا يقبل بأي شكل من الأشكال ان يكون الفرد منا أحدوثة على لسان كل من هبّ ودبّ. لذا أرجو من مقدمي هذه البرامج اختيار الحالات قبل عرضها ووضع حد للتجاوزات اللفظية والمعنوية التي تصدر من الخصمين من (شتم وسبّ وهتك للأعراض) حتى لا تزداد المسألة تعقيدا. لابدّ من زرع بذرة «الحوار المتحضر» في ثقافة مجتمعنا ولابدّ من ترسيخ مبادئ الحوار احترام حرية الغير احترام الرأي والرأي الآخر. كما انه لابدّ من الحد من انحدار لغة الحوار في برامجنا الى مستوى لغة شوارعنا. ان هذه البرامج لا تعمل على إيجاد الحلول الجذرية للمشاكل والخلافات خاصة وأن اغلبها معقدة وعميقة للغاية ولا أرى أنه بمجرد فتح الستار سينتهي المشكل بالعكس ربما ينتج عن ذلك توترات في صفوف بقية الأطراف (العائلة الموسعة) أذكر على سبيل المثال قصة «عصفورتي» التي أثارت غضب العديد منا لجرأتها في إفصاحها عن عشقها وحبها الشديد لابن عمها وهو ما أشعل نار «الرجولة» في نفس شقيقها حتى أنه كاد يرتكب حماقة تكلفه حياته. فمهما بلغنا من درجات التفتح والتحرر الا اننا نبقى مجتمعا يرفض «التسيب والانحطاط الأخلاقي». إن برامج «المسامح كريم» و«عندي ما نقلك» يمكن ان يكونا مجديين في حالات تتعلق بالاعتراف بجميل البحث عن غائب وليس لحل مشاكلنا وخلافاتنا العائلية.