دعا السيد حاتم بن سالم وزير التربية الى اعتماد الحوار والصراحة بين مختلف أطراف القطاع التربوي في معالجة المسائل العالقة ودعوة جميع الأطراف لمسؤولياتها في إنجاح الأهداف الوطنية مبرزا حجم التضحيات التي يقدمها المربون وما يواجهون من صعوبات وسعي الوزارة الى تكثيف العمل الاجتماعي معهم. بالإضافة الى عناوين حساسة تتعلق بالغش في الامتحان والعنف والنشاط الثقافي ومساكن التربية. كان ذلك في لقاء جمعه بالأسرة التربوية بولاية القيروان الى ما بعد ظهر الجمعة 14 ماي خلال زيارته القيروان. الوزير دشن الإعدادية النموذجية المحدثة مؤخرا بالقيروان كما اطلع على سير الدروس بعدد من المؤسسات التربوية من مختلف المستويات قبل ان يتولى تكريم ثلة من المربين والأعوان المتقاعدين بالإدارة الجهوية للتربية بالجهة. وفي لقاء موسع بالأسرة التربوية بالجهة من أساتذة ومديرين ورؤساء مصالح وقيمين وإداريين وتلاميذ، استمع الوزير الى عدد من المقترحات والمشاغل العالقة بالقطاع على مستوى البنية التحتية للمؤسسات التربوية وظروف العمل داخلها بما «يمكن من توضيح أو إضافة بعض المعطيات الغائبة» كما تناول اللقاء عديد المسائل ذات المشغل الوطني من مراجعة الزمن المدرسي وتنظيم الامتحانات والمناهج التربوية وجدوى المناظرات الوطنية ومنظومة التوجيه والنشاط الثقافي صلب المؤسسة التربوية والنظام التأديبي. وفي مستهل رده على تساؤلات المربين، أبرز السيد حاتم بن سالم ما تحظى به القيروان من رعاية سخية من قبل الرئيس بن علي على مستوى تدعيم البنية الأساسية لقطاع التربية في سبيل إعلاء المعرفة وخلق فضاء مناسب لصقل المواهب مثمنا ما تتوفر عليه الجهة من ثروة بشرية معبرا عن استغرابه وحيرته في ذات الوقت من كثرة المشاغل والمطالب مؤكدا وجود نقائص في القيروان سيتم تداركها قريبا. وأبرز الوزير ان مطلبية الشعب التونسي اصبحت أكثر الحاحا ويطالب بالافضل مبينا ايجابية هذه السمات بصفتها تعكس ثقافة الامتياز والطموح والسعي الى الافضل التي غرسها الرئيس بن علي. كما بين الوزير التحديات الراهنة المحيطة بالواقع الوطني الذي يتنزل في وضع دولي صعب مؤكدا ان الثروة التونسية الحقيقية تكمن في مواردها البشرية وتوجهات الحكم الرشيد. وبخصوص تحسين البنية التحتية التربوية وصيانة المؤسسات والتجهيزات اكد الوزير ان الوزارة خصصت امكانات كثيرة لتجاوز مشاكل الاكتظاظ داخل الاقسام الى جانب اعمال الصيانة وتعهد المؤسسات التربوية. وبين معالي الوزير ان قيمة الاعتمادات المخصصة للصيانة ارتفعت من 15 مليارا سنة 2008 الى 77.5 مليارا من اجل التعهد والصيانة مؤكدا ان ما تحقق لا يكفي داعيا الى ضرورة التقدم نحو الافضل. كما بين الوزير وجود تخطيط لتجاوز النقائص مؤكدا انه مسؤولية مشتركة وانه يشهد تحسينات مستمرّة. مشاريع تطوير مناهج التعليم وبخصوص مقترحات مراجعة مقاييس التوجيه والشعب، بين السيد حاتم بن سالم وجود مشروع اعادة نظر الى مسألة التوجيه من خلال عمل لجنة تعنى بجودة التعليم الابتدائي والاساسي ينتظر ان تكون محور جلسة وزارية يوم 24 ماي. وذكر السيد حاتم بن سالم ان مطلع السنة القادمة سيكون منطلق تطوير عديد المسائل من أجل اعادة الجودة الى التعليم الابتدائي وبعث منظومة تربوية ذات جودة أعلى في محتويات التدريس ونظام الامتحانات والعطل. كما بين وجود مساع وطنية نحو جعل محطة «السيزيام» محطة تقييمة وطنية واعادة النظر في السنة 9 أساسي مؤكدا تسجيل الوزارة تراجعا على مستوى اقبال عدد المترشحين الى مناظرتي «السيزيام والنوفيام» بنحو 10 آلاف تلميذ داعيا الاولياء الى ضرورة متابعة شؤون ابنائهم الدراسية. وعرض الوزير مقترحا مستقبليّا بتنظيم «يوم المهن» في المدرسة الابتدائية يدعى إليها الأولياء ليعرضوا مهنهم أمام التلاميذ ليحتك التلميذ مع المحيط الاقتصادي. وذلك الى جانب جعل مناظرة «السيزيام» محطة تقييميّة وطنية. أما بخصوص المناظرات الوطنية وما يتم تسجيله خلالها من حالات غش، فقد شدد السيد بن سالم انه «لا تسامح مع الغش في الباك» واصفا الغش بأنه «وصمة عار في عصرنا اليوم» وبين في هذا الصدد انه سيتم اتخاذ اجراءات ردعية في الغرض منها حرمان المترشح من المشاركة لمدة تتراوح بين سنتين وخمس سنوات. كما اشار الى انه تم التفطن الى نحو 385 عملية غش خلال السنة الفارطة الى جانب الحالات التي لم يتم التفطن اليها. تفعيل النظام التأديبي والى جانب الاجراءات الردعية اكد الوزير انه تم تنظيم حملات تحسيسية للمترشحين وستتواصل الحملات الى غاية ايام الامتحان من خلال ملصقات تحذر من هذا السلوك اما الجديد هذا العام فسيتم اعتماد آليات الكترونية تمكن من حجب تغطية شبكة الهاتف الجوال الذي يستخدمه كثيرون في عمليات الغش. الزمن المدرسي مثل هو الآخر محور نقاش عدد من المربين وقد أكد الوزير انه يجب مراجعة الزمن المدرسي وتنظيم مواعيد الامتحانات واصفا تخصيص 9 أسابيع من العام الدراسي للأسبوع المغلق بانه «خسارة للوقت» مبينا ان عدد أيام الدراسة الفعلية في السنة لا يتجاوز 160 يوما مقابل 240 في أمريكا علاوة على الوقت المهدور داخل القسم. كما شدد وزير التربية على ضرورة تفعيل النظام التأديبي واصفا اياه بأنه مغيب وناقص وتجب بالتالي مراجعته مع ضرورة التعايش مع التلميذ وتعميق التواصل بين التلاميذ وأساتذتهم باعتبارهم افراد أسرة واحدة. مؤكدا على اهمية منابر الحوار وتشريك التلاميذ في القسم وتشريكهم في مجلس التربية. النشاط الثقافي منقوص من جهة ثانية نوه الوزير بدور النشاط الثقافي بالوسط المدرسي ومضامينه التربوية والتوعية التي تمثل حاجزا للعنف كما بين بحساب الارقام عدم وجود ظاهرة عنف بخلاف ما تشير اليه عديد الأطراف مؤكدا ان تسجيل بضع حالات من بين مليوني تلميذ وآلاف المؤسسات التربوية لايمكن اعتباره ظاهرة. وخلص السيد بن سالم الى ضرورة تضافر جهود مختلف الأطراف المتدخلة في القطاع مؤكدا ان الوزير لا يمكنه الاصلاح بمفرده داعيا الى تحمل جميع الأطراف مسؤوليّاتهم من اجل تجاوز النقائص والتقدم في الانجاز. وختم الوزير كلمته التي توجه بها الى الأسرة التربوية بتأكيده حرص الوزارة على إعادة الاعتبار للمعلم والأستاذ على المستوى المهني وعلى المستوى الاجتماعي مؤكدا تخطيط الوزارة لبناء مساكن للمربين تراعي مرتبهم تكريسا لحقهم في ملكية مساكن وحرصها على تكثيف العمل الاجتماعي. وقد تم خلال اللقاء تكريم ثلة من المربين المتقاعدين وأعوان الإدارة الجهوية وفاء لجهودهم في العمل التربوي كما استعرض السيد عمر الولباني المدير الجهوي للتربية الإمكانات المتوفرة بالجهة وتطور قطاع التربية بالجهة والجهود المبذولة لتحسين النتائج وتطوير العمل التربوي.