بين ممنّي نفسه بتواصل السهرات خلال شهر رمضان وبين مكتف بذلك اختتمت مساء الأحد 8 أوت فعاليات الدورة 52 لمهرجان سوسة الدولي بحضور السيد المعتمد الأول عبد الكريم معاوي بمرافقة معتمد سوسة السيد ضو بن رجب والكاتب العام للجنة التنسيق بسوسة مصطفى عرفه وثلة من الاطارات الجهوية. سهرة الاختتام أثثتها المطربة نوال غشام صحبة فرقة متميّزة بقيادة المايسترو نبيل زمّيط والتي أبدعت عزف مختلف فقرات برنامج السهرة والذي طغى عليه الايقاع. ولكن فاجأت نوال جمهورها أداء واختيارا رغم حضوره المكثف في مسرح سيدي الظاهر. إرهاق انعكس على الحفل! في لقاء جمع «الشروق» قبل العرض بنوال وزوجها حيث أكد هذا الأخير ماراطون العروض وما يتبعه من ارهاق ليلي فيما تحدثت نوال عن حفلتها دقائق قبل صعودها الركح قائلة: «أعتبر مهرجان سوسة صعبا وخاصة أن العديد من الفنانين مرّوا قبلي ولم يلاقوا اقبالا جماهيريا مكثفا مثل ما بلغني الليلة. محبة جمهور سوسة تبقى خاصة سأقدم بعض الأغاني القديمة وأغاني من التراث. أتمنى أن يكون هناك تجاوب كبير وتكون سهرة استثنائية». وإن حصل التجاوب من الجمهور تأثرا بالايقاعات حيث عمّ الرقص أرجاء المسرح ولكن لم تكن للأسف السهرة استثنائية كما عودت نوال جمهورها حيث ومنذ الأغنية الثالثة شعرت نوال بالارهاق وتوجهت الى قائد الفرقة الذي بدوره دعا زوجها لابلاغه ومرّت أغنيتان بعدها توجهت نوال الى زوجها تشتكي التعب طالبة شايا أو أي شيء يخفف عنها ذلك. وبالفعل أسرع زوجها وجلب لها كوبا من الشاي قبل أن تنخرط نوال في أجواء الأعراس!! اضطرار أم انخراط؟! لا ندري إن كان برنامج تلك السهرة وليد الظروف الصحية أم أنه انخراط جديد من نوال بعد سقوط العديد في هذا المطب وهو التركيز على الأغاني الراقصة وتحويل أجواء الأعراس والمناسبات الخاصة الى ركح تظاهرات ثقافية بالأساس وهي المهرجانات وخاصة إن كانت دولية عريقة لا تسمح بمثل هذا المستوى. نبيل زمّيط والدور المزدوج الى جانب قيادة الفرقة كان نبيل زمّيط الملجأ بالنسبة لنوال بعد كل أغنية فكان يوجهها ويقترح متناغما مع نبض المدارج الذي اشتعل رقصا فيما لاقت طلبات بعض الجماهير القريبة من الركح تجاهل نوال التي غنت «يا حلوة الحلوات» و«أكذب عليك» و«عزيز قلبك» ثم «ياللّي رشقت المشموم» و«أول عودي» و«آه يا خليلة» (دعا فيها نبيل نوال لترك الجمهور يغني!!!) و«عرضوني زوز صبايا» و«هز حرامك» (أعادتها مرتين و«يا رايح» (!!!) «جواباتي» و«عيني يا للّا» و«جيبولي خالي» و«أم القد طويلة صالحة» و«ياما لسمر دوني» و«باكتب اسمك يا بلادي» في سهرة غاب فيها الطرب وخلّفت أكثر من استفسار!!؟ نوال تبرّر!! التقت «الشروق» بنوال بعد العرض لوضع النقاط على بعض الحروف فصرحت قائلة: «لست متعبة ولكن الشحنة كانت قوية داخلي. فمنذ خروجي تفاجأت بالحضور الجماهيري المكثف «راسي دار وحسيت بشوية دوخة بعدها انسجمت، أهم شيء أن الناس «شاخت» و«تفرهدت» أما عن الجو الطربي خلّي توّة يجي رمضان وفي التلفزة لاحظت أن الجمهور أغلبه من الشباب «سخون برشة» في حاجة الى الايقاع، ففي الشتاء أركز على الطرب. أما في الصيف لا بدّ من جو آخر قلت خلّي تشعل في المدارج..!». «للموسيقي» رأي أمام تفاجئ العديد بما قُدم وبأداء نوال رأينا أن نستعين بآراء بعض الموسيقيين لأن ما وقع غير عادي بالمرة. فالتقينا بالأستاذ سفيان لخشين قائد فرقة وأستاذ بالمعهد العالي للموسيقى بسوسة الذي صرح قائلا: «صوت نوال الليلة مرهق على غير العادة، اضافة الى أن الاختيارات الموسيقية لنوال سواء في انتاجاتها أو المؤدّاة على الركح تبقى المشكل الكبير والعائق الأكبر لهذه الطاقة الصوتية الممتازة. فلا بدّ لنوال من نظام معيّن يجنبها الارهاق والتركيز الشخصي على اختيار أغانيها دون تدخل آخرين لأن لها من الذوق ما يمكنّها من ذلك. عازف الفرقة يؤكد! التقت «الشروق» أيضا بأحد أعضاء الفرقة المصاحبة لنوال وهو عازف «الفيولونسال» المبدع محمد غنية وقيدوم الموسيقيين والذي أكد قائلا: «حقا كانت نوال مرهقةممّا أجبرنا كفرقة على تعديل الآلات «دوكارست»، حيث قمنا بتخفيض طبقة» وحول المساحة الزمنية المطولة التي فسحتها له نوال للعزف عكس أماني السويسي رغم مصاحبته لها في الحفل علق محمد قائلا: «بعد حصولي على التقاعد وتزوج كل أبنائي أصبحت أعزف براحة والليلة كانت «شيخة» لي وللجمهور. أما أماني السويسي فلازالت تتلمس طريقها وليس لها الخبرة المطلوبة اضافة الى أن امكاناتها الصوتية محدودة جدا».