عقد صباح أمس الموسيقي زهير قوجة بقاعة الفن الرابع بالعاصمة الندوة الصحفية الخاصة ببرمجة مهرجان الموسيقى البديلة في دورتها الأولى أو التجريبية كما وصفها صاحب المبادرة والتي تتواصل أيام 16 و 17 و 18 جوان الجاري. وتسعى أيام الموسيقى البديلة لتحقيق المصالحة بين الجمهور التونسي والموروث الموسيقي من خلال محاولة إدماجه مجددا في المنظومة الثقافية بعد ثورة 14 جانفي وقال زهير قوجة في هذا السياق أن المشاركين في التظاهرة تطوعوا لتحقيق هذا الهدف في غياب الدعم المادي وفي انتظار مساندة القاعدة الجماهيرية. يفتتح الفنان الشاب محمود تركي العروض ليلة الخميس 16 بقاعة الفن الرابع بداية من السابعة مساء بأغنية «اعتذار إلى هيبة الدولة « وهي من ألحانه وكلمات أحمد شاكر بن ضيّة فيما تتواصل السهرة مع مجموعة «أملقام» وهم مجموعة تكونت من خريجي المعهد النموذجي بورقيبة بعضهم اختص في الموسيقى في دراسته الجامعية وبعضهم الآخر اختار ميدانا مختلفا لكن الإيقاعات ظلت رمزا لصداقتهم المتواصلة من خلال مشروع «أملقام» الذي يمزج الموسيقى التونسيةالشرقية بدروبها الغربية على غرار الفلامنكو و البلوز وغيرها. وتلي سهرة الإفتتاح سهرة «نحب البلاد» للبنى نعمان ومهدي شقرون في عرض مشترك مع نجيب خلف الله الذي يمضي العمل الفني الراقص «منامة» أما سهرة الاختتام لمهرجان الموسيقى البديلة فيؤمنها الفنان زهير قوجة بعرض «يِنّا» الذي يتضمن مقطوعات من مختارات من «السطمبالي» و مجموعة من الأغاني التراثية في أداء لكل من لبنى نعمان و نوال بن صالح وروضة بن عبد الله. وبالتوازي مع التعرض لتفاصيل برنامج مهرجان الأغنية البديلة تناول الحضور مسالة الميزانية التي احتلت هامشا كبيرا من المناقشات حيث انتقدت الفنانة نوال بن صالح قيمة الدعم المخصص للتظاهرة من طرف وزارة الثقافة الذي لم يتجاوز خمسة آلاف دينار. مرحلة جديدة بوجوه قديمة؟ و سيطرت برمجة لطفي بوشناق في مهرجان قرطاج 2011 على أحاديث الحاضرين في ندوة أيام الموسيقى البديلة إذ انتقدت لبنى نعمان هذا الاختيار قائلة: لا شك في القيمة الفنية لبوشناق لكن جميعنا نعلم مواقفه قبل الثورة أما الكاتب العام لنقابة الموسيقيين سامي بن سعيد فأكد أن النقابة ستمتنع عن مساندة أي فنان تونسي يوافق على مشاركة لطفي بوشناق في حفل افتتاح قرطاج مبررا هذا الموقف بالقيمة الرمزية لمهرجان قرطاج الدولي و ضرورة أن يكون المهرجان مرآة عاكسة لما يحدث اليوم في تونس من تحولات جذرية مؤكدا على ضرورة أن لا يقدم برمجة يتحكم فيها من أسموهم بأذيال النظام السابق من الفنانين. من ناحيتها أشارت نوال بن صالح إلى ما لاحظته من استمرار وزارة الثقافة في الحفاظ على نفس التوجهات رغم التغيير الثوري الواضح في بلادنا مشيرة إلى ذلك بالقول "إن نسمات الثورة لم تؤثر بعد في السلط الثقافية الرسمية". من جهته علق المسرحي الشاذلي العرفاوي الذي كان حاضرا في اللقاء على المسألة فشبه افتتاح مهرجان قرطاج الدولي بإمضاء لطفي بوشناق بالحكومة المؤقتة الأولى بعد انتصار الثورة الشعبية برئاسة محمد الغنوشي والتي كانت لاقت معارضة بسبب تسليم الحقائب الوزارية الهامة إلى عدد من رموز النظام السابق قائلا: «متى تدرك وزارة الثقافة أن الوجوه القديمة لم تعد قادرة على تمثيل تونس في المرحلة الراهنة؟»