نهائي كأس تونس لهذا العام يفسر بعمق أحوال الكرة التونسية ويمنحنا فرصة أخرى لمراجعة الأمور طالما العجلة تدور.. وترشح ال«سي. آس.آس» والأولمبي الباجي للعرس الختامي لكرتنا يضفي على الأمر مسحة من المصداقية في ظل قناعة سلبية تملأ الرؤوس وتؤكد أن غياب فرق العاصمة عن هذا الموعد يفسد طعم الكؤوس.. لأننا لا نرى أي موجب يمنع الأولمبي الباجي أو ترجي جرجيس أو قوافل قفصة أو شبيبة القيروان ومستقبل القصرين وأمل حمام سوسة من التواجد في مثل هذا العرس الختامي للكأس طالما أن بقية الأندية التي نسمّيها «كبرى» لم تُفطم بعد على استغلال مواهب هذه الأندية الصغيرة.. ثم وهذا الأهم فإن كل خلق الله مقتنعون أن البطولة لها «أهلها» من جماعة المال والجاه . أمّا «الكأس» فتبقى في متناول كل الأفواه العطشى.. النادي الصفاقسي يعتمد على تاريخه وخبرته وجمهوره الكبير لتحقيق نصر مبين يمسح ما علق من مشاكل في هذا الموسم الذي أنهاه الفريق في مركز متأخر نسبيا وهو ما يتمناه الجمهور خاصة أن الجميع ربطوا حدث اليوم بما ينتظر زملاء البرقاوي في كأس الكنفدرالية واعتبروا القبض على الأميرة التونسية أفضل مفتحات للفرحة الافريقية.. في الجهة المقابلة يأتي الأولمبي الباجي الى ملعب رادس لاغيا كل الحسابات وكل العقد متأبّطا حلم جهة ذاقت من عذابات الكرة أمرّها وأقساها وتأمل أن تنام وتصحو اليوم على فرح سيكون بكل اللغات تاريخيا.. والأغرب من ذلك أن المدرب ولاعبيه ومسؤولي الجمعية يحدثونك بنفس المنطق ويصنّفون الكلام عن التنازل عن أميرة تونس ضمن «الممنوعات».. كلام كثير من هذا الجانب وذاك وأكثر من سيناريو في البال، لكن ما يعنينا أولا وأخيرا أن تكون الفرحة تونسية وأن نكون شهودا على «زفة وطنية» تفوح منها رائحة الاحترام والروح الرياضية لعلّها تنسينا ولو لحين مآسينا.. وسواء بكى أبناء باجة أو أبناء صفاقس فرحا أو حزنا فدموعهم من مآقينا..