التأمت كماهو معلوم مساء أمس الأول الجلسة العامة التقييمية للأولمبي الباجي وسط حضور جماهيري لا يتماشى والحدث الذي صنعه زملاء صابر المحمدي يوم 22 ماي عندما فازوا بالكأس التونسية بعد 17 سنة من «الجفاف». السيد كمال الصمعي والي باجة أشرف على فعاليات هذه الجلسة العامة التقييمية وقد أعاد ضعف الحضور الجماهيري بالجلسة مقارنة بالمنتظر بعد التتويج بأن جماهير الأولمبي الباجي قد استنفذت كل طاقات التعبير عن الفرح بعد أسبوعين متتاليين من الأفراح بشتى الألوان والأشكال. وقد افتتح والي باجة الجلسة بالتذكير بما تحقق لولاية باجة منذ التغيير مؤكدا أن باجة تُوجت مرتين هذا الموسم. الأول يوم 7 أكتوبر عندما أشرف سيادة رئيس الدولة على المجلس الجهوي الممتاز لولاية باجة وما انبثق عن هذه الجلسة من قرارات رائدة ويكفي التذكير في المجال الرياضي بقرار تعشيب الملعب ذي الأرضية الصلبة وتوسعة مدارج الملعب الرئيسي وتشييد ملعب معشب لرياضة الرقبي وهو ما يحوّل الملاعب المتفرقة الى مركب رياضي أطلق عليه اسم مركب بوجمعة الكميتي. وأما التتويج الثاني فكان يوم 22 ماي عندما اختارت الأميرة الأولمبي الباجي وتركت جماهير «اللقالق» التي تحولت الى رادس أجمل الانطباعات في ذاكرة كل من تابعوا النهائي مباشرة أو عبر الفضائيات. ذكر التقرير الأدبي بالصعوبات التي عاشها الفريق في مفتتح الموسم الرياضي المنقضي وما حققه النادي من نتائج جدّ طيبة مقارنة بالظروف (المرتبة السابعة في البطولة وتاج الأميرة) وإدراك 3 أصناف من الشبان للدور النهائي لكأس الرابطة وفوز اثنين منها بهذه الكأس وأكد التقرير أن النتائج التي تحققت تضاعف من مسؤولية الساهرين على التسيير بإدارة النادي ليكون تمثيل الأولمبي الباجي مشرفا في مسابقة كأس الكنفدرالية الافريقية واتحاد شمال افريقيا للموسم الرياضي 2010 و2011. وأما محليا فسيعمل الجميع على ارساء تقاليد جديدة ليلعب الأولمبي مستقبلا من أجل مراتب متقدمة والقطع مع هاجس اللعب من أجل تفادي النزول. وأشاد التقرير بالمدرب رشيد بلحوت الذي أرسى تفكيرا وتصورات جديدة مكنت الفريق من البروز وامتلاك طابع خاص في الأداء. التقرير المالي الأرقام التي أطل بها التقرير المالي على أحباء الأولمبي الباجي لا تقل إنجازا عن الظفر بالكأس فقد أكد التقرير أن ميزانية النادي ناهزت المليارين من مليماتنا وهي التي كانت تتأرجح بين المليار والمليار ومائتي مليون من مليماتنا. فقد بلغت مداخيل الموسم الرياضي 843690.565 . 1 دينارا وكانت جملة المصاريف لنفس الموسم 893688.614 . 1 دينارا.. كما أن الديون عبر المواسم أدركت 600 ألف دينار وقد اجتهدت هيئة المختار النفزي في التقليص من حجم هذه الديون لتصبح هذا الموسم 342167.769 دينارا فقط، إذ قامت الهيئة الحالية بتسديد حوالي 161271.405 دينارا من ديون المواسم السابقة كعبء اضافي لمصاريف الموسم المنقضي (2009/2010). رقم قياسي رغم ضعفه إلاّ أن المبلغ الذي يمثل مداخيل الملعب يعتبر رقما قياسيا وقد أدرك هذا الموسم 120000 دينار تقريبا علما وأن الرقم القياسي السابق هو 109 آلاف دينار.. هذا دون اعتبار ال50 ألف دينار المنتظرة كمداخيل الدور النهائي للكأس. المداخلات تسلم 8 أحباء المصدح على التوالي في اطار المداخلات بالجلسة العامة التقييمية وفي ما يلي ملخصها: جلال الجبري: يجب انتداب 3 لاعبين آخرين في الخط الأمامي.. ولا يمكن لصابر المحمدي تحمل الأعباء بمفرده. مراد العوادي: الأولمبي الباجي كبر ومصاريفه كبرت و444 اشتراكا فقط الى حدّ الآن عدد ضعيف ولا يعكس حقيقة حجم النادي.. نداء الى الجماهير للدعم والحضور المكثف على مدارج ملعب باجة. الصادق البالغ: مدّدوا في تواجد السيد مختار النفزي على رأس الهيئة المديرة لأربع سنوات أخرى. خليل السالمي: أقترح الدخول الى الملعب أثناء المباريات إمّا بزي الأولمبي أو زيّ المنتخب.. المرتبة السابعة يجب أن تتحول الى السادسة على الأقل في الموسم الحالي.. أقترح على رجال الأعمال بباجة اقتناء اشتراكات للأطفال الذين استيقظوا هذا الموسم على تاج الأميرة وبالتالي التعلق بألوان الأولمبي دون غيره.. أمّا أربعون دينارا فهو معلوم مرتفع نسبيا لاشتراك يخص الطلبة. الطيب الغربي: فرحتي بهذه الكأس كانت أكبر من فرحتي بكأس 93 عندما كنت رئيسا للنادي.. لأن الذي قاد النادي لهذه الأميرة الثانية هو ابن من أبنائي في 93.. عشت تجربة المسابقات الافريقية وأنبّه الى ضرورة الاعداد من الآن لهذه المشاركة فهي شاقة واجراءاتها جدّ معقدة.. أذكّر بأن الجلسات العامة للأولمبي وجب أن تكون أعراسا يعمّها الحماس الذي منه ينطلق البناء.. وجب الاقتداء بتجارب الأندية الكبرى.. والتكثيف من ترويج الاشتراكات. نورالدين الطبوبي: نرفع تاج الأميرة بعد 17 سنة من العطش، لكن الحضور لا يعكس هذه الفرحة.. التقرير الأدبي تغافل عن ذكر وجهين رياضيين مرموقين وافتهما المنية هذا الموسم وهما المدربان فتحي التوكابري وعبد الرزاق النوايلي.. أين الرؤساء السابقون في هذه الجلسة العامة؟.. ومركز تكوين الشبان كان هدية من سيادة رئيس الدولة للأولمبي الباجي. فلماذا فرطنا فيه ليتحوّل الى مركز اقليمي ينتفع منه النادي البنزرتي؟ التتويج بالكأس يجب أن يكون انطلاقة وليس نهاية. خليفة المصمودي: هذا المحب ألف قصيدا شعبيا وألقاه على مسمع كل الحاضرين وهو قصيد يتغنى بالأولمبي الباجي وتاج الأميرة وكل من ساهم في هذا الانجاز. أكرم السالمي: الشكر كل الشكر لمن ساهم في تتويج الأولمبي بالكأس.. لا للوقوف عند هذا الانجاز.. عناية أكبر بالشبان وحلمي أن أرى شبان الأولمبي لا يتدربون إلاّ بألوان النادي. ردّ رئيس النادي وفي ردّه على المداخلات أكد مختار النفزي رئيس الأولمبي الباجي أنّ موعد الجلسة العامة أخذ حقه اعلاميا سواء في وسائل الاعلام المكتوبة أو المسموعة.. وذكر بأنه تسلم الفريق منذ ما يقل عن السنة في ظروف صعبة نسبيا ومع ذلك تحققت الأهداف المرسومة. التحسّن في أحوال الفريق يسير بخطى ثابتة.. الأميرة كانت دليلا على السير في الطريق السوي ودافعا لمزيد البذل والعطاء والعمل.. مداخيل بيع الاشتراكات 23000 دينار من ميزانية بمليارين لا تساوي شيئا.. الأولمبي الباجي يريد دعما جماهيريا ودفعا مستمرا وليس جمهور مناسبات.. الاشتراكات يمكن توزيعها على المؤسسات الاقتصادية لإدراك أرقام هامة لكن المطلوب أن تعكس هذه الاشتراكات العدد الحقيقي لأحباء الأولمبي الذين يجب أن يملؤوا المدارج في كل المباريات. كلمة الختام وقبل المصادقة على التقريرين المالي والأدبي.. شكر والي الجهة الحضور مؤكدا أن ما تحقق على مستوى الميزانية مفخرة للأولمبي وانجاز يحسب للهيئة المديرة. ومع ذلك لا يمكن لهذه الميزانية أن تجابه مركز تكوين الشبان مصاريفه السنوية التي تقدر ب400 ألف دينار. وختم الوالي كلمة الختام مبشرا الحضور بخبر سعيد يتمثل في قرار يقضي بإنارة الملعب بإضاءة من الطراز العالمي ليكون في المستقبل القريب قادرا على احتضان المباريات ليلا ودعا إلى المحافظة على ما تحقق وأنجز.