يعتبر العيادي الحمروني أحد أبر مشاهير الكرة التونسية طيلة حقبة التسعينات فقد حمل فنياته العالمية في كل الملاعب التي كانت شاهدة على ميلاد أحد أفضل اللاعبين الذين تقمصوا الرقم (10) بعد أن سطع نجمه في الترجي قادما من أعماق الجنوب لا يملك شيئا من متاع الدنيا سوى موهبة كروية استثنائية توجها بمسيرة رائعة مع الأحمر والأصفر والمنتخب الوطني. «الشروق» تحدثت إلى العيادي الحمروني بعد أن تغلب على «محنته» وعاد إلى دائرة الأضواء من جديد من بوابة التدريب عندما حقق نجاحا باهرا مؤخرا مع فريق اتحاد المطوية عندما ساهم في صعوده إلى الرابطة الثالثة تحدث الحمروني فكان الحوار التالي: البداية لن تكون سوى بالحديث عن صعود فريق اتحاد المطوية حيث أكد العيادي قائلا: «بالرغم من أنه بحوزتنا مجموعة شابة من اللاعبين يفتقدون إلى عنصر الخبرة فإننا وظفنا مواهبهم الكروية وخاصة طموحهم الجامح لتحقيق الهدف المنشود ولا أنكر أن تجربتي كلاعب سابق كانت حاسمة في تحقيق الصعود هذا بالإضافة طبعا إلى الدعم المتواصل من الهيئة المديرة للفريق التي تميزت بحنكة كبيرة على مستوى التسيير بالرغم من محدودية الإمكانيات المتوفرة وقد برز في صفوف الفريق عدّة لاعبين خاصة الثلاثي مهدي سالم ومحمد يحيى ومحمد علي شركة... وأحاول شخصيا تسخير تجربتي كلاعب سابق ومتحصل أيضا على الدرجة الأولى في التدريب بالإضافة إلى تجاربي السابقة كمدرب سواء مع شبيبة سكرة أو كذلك أولمبيك غنوش وأصاغر الترجي حيث نجحت مع كل الفرق التي دربتها بتوفيق من الله عزّ وجلّ». الترجي في حاجة إلى ظهير أيمن ومهاجم إضافي يحتفظ العيادي الحمروني بالعديد من الذكريات الخالدة في صلب الترجي الذي تحصل معه على العديد من الألقاب وأهمها طبعا رابطة الأبطال الإفريقية عام 1994، تحدث العيادي عن الترجي قائلا: «نعم أحتفظ بالعديد من الذكريات الجميلة مع الترجي وخاصة ذلك الهدف الاستثنائي الذي سجلته في شباك الاتحاد الرياضي المنستيري في سباق البطولة عن طريق مقصية رائعة.. هذا بالإضافة إلى عدة أهداف أخرى كالهدف الذي سجلته من مخالفة مباشرة في مسابقة الكأس الآفرو آسياوية (1995) وكذلك الهدف الذي سجلته من ركنية بصفة مباشرة... وبما أننا نتحدث عن الترجي فلا بد من التأكيد على فريق باب سويقة متكامل وبحوزته العديد من المواهب الكروية لكن وفي ظل متطلبات المرحلة القادمة بحكم مشاركة الترجي في مسابقة رابطة الافريقية فأعتقد أن الفريق في حاجة الى خدمات ظهير أيمن بالاضافة الى تعزيز خط الهجوم بمهاجم اضافي». يوسف المساكني أبهرني... العيادي الحمروني الذي اعتبره الفنيون أحد أفضل اللاعبين في افريقيا في وقت من الاوقات على مستوى خطته كمتوسط ميدان تحدث عن اللاعبين الحاليين الذين يشغلون هذه الخطة فقال: «في الحقيقة هنالك عدة مواهب كروية مميزة على مستوى وسط الميدان مثل الدراجي والزعيم والنفطي وبن شويخة والسلامي... ولكن أعتقد أن اللاعب يوسف المساكني شكل الاستثناء فقد تحدثت اليه وطلبت منه أن يأخذ المبادرة على مستوى تنفيذ المخالفات والكرات الثابتة عموما وأعترف شخصيا أنه أفضل من والده المنذر....» لم أجد من سند سوى هؤلاء.... الفاقة التي مر بها اللاعب العيادي الحمروني أشهر من أن نذكر بها ولكنه واجه الامر بالكثير من الصبر تحدث العيادي عن ذلك قائلا: «مررت بفترة صعبة جدا ولكن الحمد لله أنني وجدت الدعم من قبل أربعة أشخاص لم يتنكروا لما قدمته للأحمر والأصفر والمنتخب على حد السواء وهم على التوالي: سليم شيبوب وأحمد البوشماوي وحمدي المدب وخالد بن يحي... فحسب». 19 جانفي 1994 أصر العيادي الحمروني على أن الهدف الذي سجله في شباك المنتخب الهولندي يوم 19 جانفي 1994 بقي على حد قوله: «من أجمل ذكرياتي في صفوف المنتخب الوطني التونسي الذي أتمنى بالمناسبة أن يستعيد اشعاعه من جديد لأنني مقتنع أن تونس تزخر بالمواهب الكروية في كل شبر من تراب الجمهورية التونسية ولكن المكتب الجامعي الجديد ينتظره الكثير من العمل خلال المرحلة القادمة». سأعود الى الترجي... ختم الحمروني حديثه بالقول: «سبق وأن دربت أصاغر الترجي وفزت معهم بلقب الكأس وأعرف جيدا أنني سأعود الى حديقة حسان بلخوجة في يوم من الأيام وهي مناسبة لأشكر جماهيره التي تغنت كثيرا باسمي والأمر نفسه لجماهير اتحاد المطوية في انتظار المزيد من النجاحات».