أشار عليّ الطبيب بأكل شيء من لحوم الخيل كالحصان لأني أعاني من فقر في الدم وضعف عام . هل يجوز من الناحية الشرعية أكل هذه اللحوم ؟ الجواب: اعلم أيها السائل الكريم أنه يجوز لك أكل لحم الحصان خاصة بعد أن أشار عليك الطبيب بذلك. وقد أجاز ذلك كثير من العلماء, وتواترت نصوص متعددة من السنّة النبوية منها ما رواه البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال :( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية ورخص في الخيل) وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : ( نحَرْنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فرساً فأكلناه ) البخاري ٭ السؤال الثاني هل صحيح أن من لا يقنت في صلاة الصبح صلاته باطلة؟ الجواب بداية نبيّن أن القنوت هو دعاء في الصلاة في مكان معين من القيام ومشروعيته عند نزول المصائب فيدعو المسلمون حتى يرفع الله عنهم تلك المصائب والنوازل. ومكان الدعاء يكون بعد الرفع من الركوع عند آخر ركعة في الصلاة. وقد ثبت أنه ليس مخصوصا بصلاة دون أخرى, وقد وردت فيه صيغ متعددة منها:(اللهم إنا نستعينك ونؤمن بك ، ونتوكل عليك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ، اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك ، إن عذابك الجدَّ بالكفار مُلحق ، اللهم عذِّب الكفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك). وأمّا من تركه في صلاة الصبح فلا شيء عليه و صلاته صحيحة.بل إن الرجوع للإتيان به من بعد فوات موضعه في الصلاة يبطلها. ٭ السؤال الثالث: قال النبي صلى الله عليه وسلم (جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم وشراءكم وبيعكم وخصوماتكم ورفع أصواتكم وإقامة حدودكم وسل سيوفكم واتخذوا على أبوابها المطاهر وجمروها فى الجمع). ما هي أعمار الأطفال الذين يسمح لآبائهم مصاحبتهم للمسجد, لأننا نرى كثيرا من الهرج والتشويش الذي يحدثونه هؤلاء الأطفال في المسجد؟ الجواب: بداية إن الحديث النبوي الذي ورد في سؤالك صنّفه العلماء بالحديث الضعيف الذي لا يصلح لاستخراج حكم شرعي منه, وإنما يمكن قبوله في فضائل الأعمال التي منها المحافظة على نظافة المساجد وتوفير الجو الهادئ الذي يليق بمكانتها ويساعد المتعبدين على أداء عبادتهم في خشوع , ومن أجل هذا نهى الحديث عن الأمور المذكورة فيه. وقد جاء فيه تجنيب الصبيان والمجانين للمساجد لأن الغالب منهم صدور أعمال تتنافى مع هيبة المسجد وتؤذي المتعبدين. ولذا قال العلماء: إن التجنيب يكون للأطفال غير المميزين الذين يكثر منهم العبث، أما المميزون العقلاء فلا بأس باصطحابهم إلى المساجد ومشاركتهم للكبار في الصلاة. ٭ السؤال الرابع أبي شيخ كبير أصبح عاجزا عجزا تاما عن كل حركة ومنها عجزه عن الذهاب للتبول وقضاء الحاجة البشرية داخل المرحاض بحيث صار يقضي حاجته البشرية في ملابسه فيلطخها بالنجاسة والبول.ممّا جعلني أقوم وأنا مضطرة إلى التكشف على عورته بتنظيفه وتغيير الملابس بأخرى نظيفة, علما وأن أمي غير قادرة على ذلك لأنها معاقة أيضا وأني الوحيدة التي أعيش معهما. هل يجوز أن أتكشف على عورة أبي ؟ الجواب أوّلا: أحييك أيتها البنت البارة ,وأحيي فيك هذا العطف نحو والديك وبالخصوص نحو أبيك , وأبشري بالأجر العظيم من الله سبحانه وتعالى الذي أمر بالإحسان إلى الوالدين (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً) (الأحقاف: 15). ثانيا : أمّا بخصوص سؤالك إذا كنت مضطرة للتكشف على عورة أبيك من أجل تنظيفه من بوله وبرازه وتغيير ثيابه الداخلية فلا جناح عليك في ذلك مادمت أنت الوحيدة التي تعيشين معه مع الحرص على لبس قفاز في يديك والحرص أيضا على عدم النظر إلى عورته والله المستعان على ذلك وجزاك الله كل خير. ٭ السؤال الخامس أنا جزار أثناء العمل أرتدي قميصا أبيض فيتلطخ بالدم وكثيرا ما أصلي به . هل تصحّ الصلاة بالثياب الملطخة بالدماء؟ الجواب اعلم أيها السائل الكريم أن من شروط الصلاة الطهارة من النجاسة، والدم المسفوح نجس سواء كان من إنسان أو من حيوانات مأكولة كالغنم والبقر والماعز.. ولا يعفى إلا عن اليسير منه، لصعوبة التحرز منه وعملاً بقاعدة رفع الحرج. وما أنصحك به أن تتخذ لباسا نظيفا ثانيا غير لباس العمل ترتديه عند الصلاة.