أكد معهد «كارينغي» الأمريكي للأبحاث أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يف بأي من وعوده التي أطلقها قبل نحو عام تجاه المسلمين والتي أثارت حينها تفاؤلا حول حدوث تغيير في العلاقات مع الولاياتالمتحدة والعالم الاسلامي. ورأى المعهد في تقرير له نشر أمس أن الشعوب العربية استقبلت خطاب أوباما بحفاوة بالغة لأنه كان في بداية فترته الرئاسية وكانت لدى الدول العربية آمال كبيرة وعظيمة تجاهه.. كما أنه لم يتبنّ اتجاه العداء الفكري تجاه العالم الاسلامي الذي تبنّاه الرئيس السابق جورج بوش لكن هذه البداية المفعمة لم تؤدّ الى تحقيق نتائج فعلية. عدة عوامل وعزا التقرير فشل أوباما في ترجمة وعوده الى عدة عوامل قال انها حالت دون تحقق الوعود الرئاسية مضيفا أنه بالرغم من أن الولاياتالمتحدة تحتفظ بعلاقات قوية مع مصر والسعودية بسبب القلق المشترك من السياسات االايرانية واستعداد القاهرة والرياض للوقوف الى جانبها في سياساتها تجاه طهران إلا أنه يقول ان واشنطن ليست في موقف قوي في الشرق الأوسط في الوقت الراهن.. وأضاف «لا أحد يستطيع أن يتحدث عن بوادر تقارب بين واشنطن ودول الشرق الأوسط لأن دول المنطقة نفسها غير متقاربة في ما بينها وأنه إذا كان هناك تقارب بين أمريكا ومصر والسعودية فليس هناك أي بوادر تقارب مماثلة مع دول أخرى مثل سوريا وقطر التي توجد بها واحدة من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية بالمنطقة. الداخل الأمريكي من جانبها فسّرت منار الشوربجي، أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأمريكيةبالقاهرة إخفاق أوباما في تحقيق وعوده بانشغاله بقضايا تتعلق بالداخل الأمريكي مثل قانون الرعاية الصحية. وأضافت «إنه أمر طبيعي أن تكون أولويات أي رئيس أمريكي هي الشؤون الداخلية لبلده». وتابعت إن الولاياتالمتحدة نفسها متورطة في قضايا أخرى متعلّقة بالشرق الأوسط على رأسها قضية احتلالها لدولة عربية وهي العراق مما يفسّر أيضا عدم تنفيذه لوعوده. وقالت انه لذلك لا يمكن أن ننتظر من أوباما اتخاذ قرارات جريئة تتعلق بالقضايا الخارجية إلا إذا كان يتمتع بشعبية كبيرة فحين أطلق هذه الوعود في القاهرة العام الماضي كان يتمتع بشعبية تصل الى 60٪، أما الآن فشعبيته انخفضت الى ما دون 50٪ وفقا لرؤية الأكاديمية بالجامعة الأمريكية.