بيروت (رويترز)الفجرنيوز:ايقظ الرئيس الامريكي باراك اوباما الآمال في محو الاسى الذي يعتصر قلوب البعض من بين أكثر من مليار مسلم في مجتمعات متفرقة حول العالم.ولكسب عقولهم ينبغي ان يتبع اوباما خطابه الذي يوجهه للعالم الاسلامي هذا الاسبوع بدليل على تغيير حقيقي في السياسة والنظرة الامريكية. وتنتاب العالم الاسلامي شكوك عقب الحرب التي شنها سلفه جورج بوش "ضد الارهاب" والتي اعتبرها كثيرون هجوما على الاسلام. ويمثل هذا التغيير المطلوب خطا مشتركا اكد عليه ساسة ومحللون في الدول التي تقطنها اغلبية مسلمة مثلما اكدوا على ضرورة التحرك الامريكي لحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. ومن كوالالمبور الى كابول ومن ورام الله الى الرياض تعتمل الرسائل الموجهة لاوباما بذات القلق الرئيسي بشأن حدوث تغيير حقيقي الى جانب الرغبة في ان ينأي بنفسه عما اعتبره كثير من المسلمين نهجا عسكريا يسبب انقساما وما اعتبروه انحيازا لاسرائيل من جانب ادارة الرئيس السابق جورج بوش على مدار ثمانية اعوام. وقال تيفاتول سيمبيرينج رئيس حزب العدالة الاسلامي في اندونيسيا "لم يفت اوان اصلاح العلاقات بين امريكا والعالم الاسلامي... ولكن ينبغي على اوباما ان يمنحنا دليلا على انه لن تكون هناك حرب انتهازية اخرى مثلما حدث في العراق." وتناول سيمبيرينج القضية الفلسطينية. وقال "هل هم (الامريكيون) جادون في ايجاد حل حقيقي لفلسطين.. نحن ننتظر العدل في هذا الصدد." ويقول طراد العمري المحلل السياسي السعودي ان أفضل فرصة لكي يكسب اوباما ود المسلمين والعرب تتمثل في استغلال نفوذ واشنطن لدى اسرائيل مضيفا أن بالضغط على اسرائيل سيكسب اوباما في أكثر من مجال من الارهاب الى الملف الايراني ولبنان. وكان الرئيس الامريكي أعلن انه ينبغي على اسرائيل وقف جميع عمليات توسيع المستوطنات بالضفة الغربية وهو مطلب يضعه على طريق الصدام مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. ويرى المفاوض الفلسطيني صائب عريقات ان مهمة اوباما ضمان اقامة دولة فلسطينية وقال ان شعوب المنطقة لا تريد ان تستمع لمزيد من الكلمات بل تريد افعالا. وفي كابول قالت صابرينا ثاقب عضو البرلمان الافغاني ان جذور اوباما كامريكي من أصل افريقي ابوه مسلم تعني ان يفهم معنى الحرمان وسيعمل على تسوية القضية الفلسطينية. واضافت متحدثة عن الخطاب الذي يلقيه يوم الخميس "لن يجدي خطابا واحدا لكنه بداية جيدة... حين تقدر الاخرين وتحترمهم ..ترفع روحهم المعنوية." حتى المعادين للسياسة الامريكية يعترفون بان اوباما يتحدث لغة جديدة ولكن يقولون ان تقاربه مع ايران وسوريا وتعهده بالضغط من اجل اقرار السلام في الشرق الاوسط لم يغير بعد الساحة السياسية. وقال علي بركة نائب ممثل حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في سوريا ان تغيير النبرة في الولاياتالمتحدة في ظل ادارة اوباما ينبغي ان يترجم على ارض الواقع. وأضاف ان الخطوة الاولى الضغط على اسرائيل لوقف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار على القطاع. وفي ايران قال محمد ماراندي رئيس قسم دراسات امريكا الشمالية بجامعة طهران ان اوباما "يهدر ببطء الوقت" المتاح لاصلاح صورة الولاياتالمتحدة في المنطقة. ودعا "لتغييرات أساسية" في السياسة الخارجية الامريكية تجاة العالم غير الغربي دون ذكر تفاصيل عن كيفية رد ايران على مثل هذا التوجه. وحين سئل عما يرغب ان يسمعه من اوباما قال "ان امريكا لم تعد تعتبر نفسها دولة استثنائية تتمتع بحقوق غير عادية وانها مثل الدول الاخرى .. اعتقد ان المسلمين وغير المسلمين يودون سماع ذلك." واثار قرار اوباما اختيار العاصمة المصرية القاهرة ليلقي منها كلمته للعالم الاسلامي انتقادات الى جانب قدرا من التفاهم. وقال ذو الكفل احمد من الحزب الاسلامي الماليزي المعارض "كان يمكن ان يفكر بشكل غير تقليدي ويختار اندونيسيا او حتى ماليزيا ليغير اسلوب معالجة قضايا العالم الاسلامي." وتابع ان اختيار القاهرة اظهر ان اوباما لا يزال يتحرك "في اطار توجه يركز على الشرق الاوسط " مضيفا ان لا ينظر الى الرئيس المصري حسني مبارك على انه ممثل للعالم الاسلامي. وقال المحلل السياسي اللبناني اسامة صفا ان لا مفر من الخلاف الذي يحرق نسيج العلاقات الاسلامية الغربية. وأضاف ان هناك توترا بين المسلمين العرب والغرب يؤثر بقوة على العلاقات العالمية ومن ثم من المناسب جدا أن يأتي أوباما الى المنطقة. وقال ماراندي الباحث الايراني ان اختيار القاهرة "ربما هو اسوا اختيار" كان يمكن ان يقوم به اوباما. ووصف النظام المصري بانه استبدادي. وزار اوباما بالفعل تركيا وربما يريد طمأنة حلفاء تقليديين للولايات المتحدة من العرب الذين تقلقهم مفاتحاته تجاه ايران الى انهم لا يزالون محل تقدير. وينوي اوباما زيارة السعودية قبل يوم من زيارته القاهرة. وقال صفا المحلل اللبناني ان امام اوباما فرصة لتغيير صورة الولاياتالمتحدة في اعين العرب. وأضاف انه ثمة امال بانه ربما يكون هناك تغيير في واشنطن وان القاء الخطاب من عاصمة دولة عربية مسلمة بادرة جيدة واذا تمشى المضمون مع البادرة فسيبدأ الراي العام العربي يشهد تغيرا. من اليستير ليون (شارك في التغطية عبد الرزاق احمد في كوالالمبور وسيد صلاح الدين وحميد شاليزي في كابول وسوناندا كريج في جاكرتا وخالد عويس في دمشق واولف لاسنج في الرياض ومحمد السعدي في رام الله)