كان عشاق كرة القدم في انتظار كأس العالم 1950 وذلك لعدة اعتبارات اولا لأنها لم تدر منذ 1938 اي على امتداد12 عاما وذلك بسبب الحرب العالمية وثانيا لأنها ستدور بملعب «ماراكانا» الشهير (الملعب الأكبر في العالم) والذي يعتبر موطن كرة القدم. لئن استمتع المشاهدون بمونديال من أعلى طراز فإن منتخب «الصامبا» فشل في الحصول على اللقب وكانت الكلمة الأخيرة لمنتخب الاوروغواي الذي تحصل على لقبه الثاني وعدل بذلك رقم إيطاليا. خدعة اللعب من أجل التعادل يقال ان الفريق الذي يبحث عن التعادل كثيرا ما ينهزم والأكيد ان الحالة الأشهر في هذا المجال هي حالة منتخب البرازيل الذي كان منظما لهذه النسخة من المونديال وكان بإمكانه الفوز بلقبه الأول أنهى لقاءه الأخير أمام الاوروغواي متعادلا ويذكر ان هذه الدورة دارت في شكل بطولة اي ان المنتخبات المشاركة تم توزيعها الى مجموعات تم تكوين مجموعة من المتأهلين وكان الترتيب النهائي لهذه المجموعة على النحو التالي: 1 الاوروغواي: 5 نقاط 2 البرازيل: 4 3 السويد: 2 4 اسبانيا: نقطة واحدة واجه المنتخب البرازيلي في اليوم الأخير منتخب الاوروغواي وكان بإمكانه الفوز باللقب بعد التعادل فقط لأنه فاز على اسبانيا (61) والسويد (71) في حين اكتفى منتخب الاوروغواي بالتعادل مع اسبانيا (22) وفاز على السويد بصعوبة كبرى (32) وهزيمة المنتخب البرازيلي أجبرت متابعي اللقاء على الانخراط في البكاء الجماعي. رقم: 199954 هذا هو العدد الفعلي والحقيقي للذين حضروا اللقاء الختامي في مونديال 1950 بملعب «ماراكانا» الشهير وهذا العدد ليس تقديريا بل هو رقم فعلي حسب الفيفا يعد الرقم القياسي بكل تأكيد في تاريخ المسابقة بل في تاريخ كرة القدم لأنه من شبه المستحيل ان يحضر هذا العدد الهائل من الجماهير للقاء ما في كرة القدم كما انه لا يوجد ملعب في العالم يتسع لهذا العدد من الجماهير وقد ينتظر العالم كي يعود المونديال الى البرازيل ليقع تحطيم هذا الرقم. حزن وطني هزيمة المنتخب البرازيلي لم تصب الجماهير الحاضرة في الملعب بالإحباط بل أصابت شعبا كاملا بالإحباط وتحوّل ذلك اليوم الشهير (16 جويلية 1950) الى يوم للحزن الوطني في البرازيل والحقيقة ان السيناريو كان مرعبا لأن منتخب «الصامبا» كان بطلا الى حدود الدقائق العشر الأخيرة من اللقاء ويرى الملاحظون ان ذلك اليوم المشهود هو الذي صنع مجد كرة القدم البرازيلية بمنطق ان المأساة تولد الإبداع. سويسرا 54 : مونديال العجيب «بوشكاش» اختطفه الألمان كانت كل المؤشرات توحي أن مونديال 1954 سيكون مجريا وذلك قبل انطلاق النهائيات وخاصة بعدها عندما حقق المنتخب المجري انطلاقة مدوية وذلك بهزم المنتخب الالماني في لقائه الاول (82) وكوريا الجنوبية (30) والبرازيل في ربع النهائي برباعية كاملة ولكن الالمان هم الذين ضحكوا في الآخر لأنهم استغلوا الغرور المجري واستفادوا من درس الأدوار الاولى. كان المنتخب المجري مرشحا فوق العادة بعد ان توج بطلا أولمبيا للمرة الثانية على التوالي بقيادة بوشكاس وبعد عجز منافسيه عن هزمه على امتداد 4 سنوات اي منذ المونديال السابق، ولكن الألمان كانوا أكثر «خبثا» وأكثر دهاء وكانوا يعلمون ان «اختطاف» الكأس يمرّ عبر إصابة المجريين في مقتل والذي يمر حتما عبر التخلص من العجيب بوشكاس بإصابته وهو ما حصل فعلا وأنهى المجريون اللقاء بعشرة لاعبين فقط. دول أوروبا تتابع المونديال على الشاشة الصغيرة الى جانب تألق المجريين وتتويج الألمان عرف كأس العالم لسنة 1954 حدثا غير عادي تمثل في نقل هذا الحدث الكروي تلفزيا وهو حدث استثنائي وساهم في انتشار اللعبة وقد أمضت بعض الدول الأوروبية على اتفاقية النقل التلفزي وهو ما حصل فعلا وتمكن سكان سويسرا وبريطانيا العظمى وألمانيا وإيطاليا وهولندا وفرنسا من متابعة النسخة الخامسة وخاصة في المحلات التجارية الكبرى لأن التلفزة مازالت لم تغز البيوت بعد.