عندما انطلق كأس العالم سنة 1958 كان عمر «الطفل» بيلي 17 سنة و8 أشهر وكان التحق بصفوف منتخب بلاده قبل سنة تقريبا كل من تابعه في هذه النهائيات كان يؤكد على طفولته اذ كانت البسمة لا تفارقه وحتى وهو على مقعد البدلاء ولأن الكرة تحب من يحبها ويعشق من يداعبها بمهارة فقد انصفته بل كافأته وذلك بتتويجه بطلا للعالم وكأن الكرة أرادت أن تنتظر البرازيل ما يقارب ربع القرن على انطلاقة المسابقة للفوز بأول لقب على يد «الطفل الملك» بيلي، لذلك أطلق الملاحظون على تلك النهائيات اسم «مونديال بيلي» لأنه ببساطة أسعد أحباء الكرة الجميلة وأبكى المنافسين وخاصة منتخب فرنسا الذي سجل له ثلاثية في نصف النهائي وهزمت البرازيل فرنسا بخماسية كاملة. رقم 1 في مونديال 1958 فاز المنتخب البرازيلي بلقبه الاول رغم أنه كان المرشح فوق العادة في المسابقات السابقة وخاصة في نهائيات 1950 وبعد هذه النسخة أصبح منتخب «الصمبا» الأول الذي فاز باللقب خارج قارته والى يوم الناس هذا مازال هو الوحيد الذي فاز باللقب في كل القارات التي دارت بها النهائيات (أمريكا وأوروبا وآسيا) فهل يكون هو صاحب اللقب في النسخة الافريقية؟ الشيلي 1962: اصابة بيلي تؤجج «ثورة البرازيل الكروية» الحدث الذي طغى على مونديال 1962 هو بالتأكيد اصابة أفضل لاعب في العالم في تلك الفترة وربما لكل الاوقات بيلي وكان ذلك أمام تشيكسلوفاكيا وكانت هذه الإصابة بمثابة الحافز الكبير لزملائه الذين فازوا بلقبهم الثاني على التوالي بعد مونديال السويد، غاب بيلي ولم يتمكن من اتمام النهائيات ولكن كان للبرازيل أكثر من موهوب وأكثر من مبدع وأكثر من بيلي. هذا المونديال كشف أن كرة القدم دخلت منعرجا جديدا شكل نوعا من التهديد لها انه عنف المدافعين والاندفاع المبالغ فيه خاصة من الاوروبيين الذين أصبحوا يرددون أن ايطاليا سيطرت لفترة ما بفضل الاندفاع البدني و«العنف» خاصة أن هذه الدورة شهدت وجود عديد اللاعبين الموهوبين مثل بيلي وغارينتشا ودي ستيفانو وبوشكاس وغيرهم كثير ومن هنا بدأ التفكير في حماية اللاعبين وذلك بسبب قوانين جديدة تضمن مستقبل اللاعب وتمكنه من حقوقه شيئا فشيئا ورغم أن ذلك لم يحصل الا مؤخرا فقد كان ذلك في العنف الحافز الاول للتفكير في حماية اللاعبين. بوشكاش ودي ستيفانو : العمالقة لا يصنعون مجد المنتخبات دائما دي ستيفانو الارجنتيني الاصل والذي منح الجنسية الاسبانية حمل ألوان المنتخب الاسباني عندما كان عمره 36 عاما وكان الى جانبه المجري الاصل بوشكاس، وكانت كل التوقعات تؤكد أن المنتخب الاسباني سيحقق معجزة في حضور العملاقين المذكورين ولكن اصابة دي ستيفانو لم تسمح بحصول المعجزة فكان الانسحاب بعد انتصار يتيم أمام المكسيك وهزيمتين أمام كل من تشيكوسلوفاكيا والبرازيل وضاع الحلم الاسباني لمغازلة عمالقة اللعبة. رقم 12 هو عدد اللاعبين الذين عول عليهم منتخب البرازيل خلال كامل النهائيات وهي مسألة لا تحدث دائما بل ربما لم تحدث إلا مرة واحدة في تاريخ كرة القدم ولولا اصابة بيلي لعول البرازيليون على 11 لاعبا فقط