بصراحة، لا يمكن الا الثناء على هؤلاء الوزراء الذين تطلق عليهم صفة «التكنو قراط» ومنهم وزير السياحة ووزير التكوين المهني والتشغيل، وذلك لعدة أسباب أولها كثرة نشاطهم وثانيها صراحتهم وتعاملهم الراقي مع الاعلام هذا اضافة بالطبع الى كفاءتهم العالية جدا. واذا التقت كل هذه الصفات في المسؤول نجح في خطته وحاز الاحترام واطمأن له الناس، ولا توجد خارج هذه الدائرة أي أسباب أخرى للنجاح أو للاحترام مهما تصنع الواحد وتكلف واستعمل من المساحيق. وبالمناسبة فإن نشاط هؤلاء المعنيين بموضوعنا هذا لا يختزل في كميته بل في نوعيته أيضا فالزيارات أو الندوات التي يقومون بها أو يشرفون عليها تكون دائما على صلة بما هو آني ومستقبلي من التحديات وتكون مثمرة وجادة وجديدة أيضا فتشعر وأنت تواكب نشاطهم بيقظة الحواس، وبانتباه العقل بدون أن تشعر للحظة بالروتين والقلق وبطاحونة الشيء المعتاد أما حديثهم فصريح وجدي لا يتحرج من سؤال ولا يلتف على موضوع ولا يهرب من استفسار. ان هؤلاء الذين عهد لهم الرئيس زين العابدين بن علي بأدق الملفات وأخطرها ومنحهم ثقته فيها جمعوا بين المقدرة والسمو، وعوض أن يفرض عليهم الاعلام سلطانه، فرضوا عليه احترامهم ليس بالتملق له وخطب وده بل بما فيهم من تحمل وتقدير للمسؤولية فقط ليس الا.