تذكّرت معين بسيسو وأنا أشاهد بحر غزّة وقد تحول الى بحر من دماء بفعل العبقرية الصهيونية في الإبادة.. إبادة الشجر والبشر والبحر فلا شيء ينجو من القتلة في فلسطين المغتصبة! تذكّرت معين بسيسو الذي مات دون أن يرى بحر غزة الذي كتب له أجمل قصائده، لكن بحر غزّة الآن ليس بحرا ولكنه بركة من دماء أيها الشاعر الرائع! فلم يسلم منهم حتى البحر، حتى الأمواج والبجع والعصافير لم تسلم من دولة تستمدّ وجودها من التفنّن في القتل واختراع أساليب جديدة في التدمير ومطاردة الأبرياء وتشريد الأطفال وزرع الموت في كل مكان. مازالت مجموعات العصابات الصهيونية المسماة ظلما وعدوانا دولة تزرع الإبادة والقتل في كل شبر من فلسطين غير عابئة لا بالأعراف الدولية ولا بالمشاعر الانسانية فهل ينصت القتلة ومصّاصو الدماء لأنّات القتلى؟ لا أعتقد أن التاريخ الانساني في أسوإ لحظاته عرف كيانا عنصريا متعطشا للدماء كما عرف هذا الكيان المزروع في قلب الوطن العربي لتدمير أي مشروع تنمية أو تنوير فالمطلوب من هذا الكيان اللقيط القتل ومزيد القتل بل التفنّن فيه ولا أعتقد أن العرب يستغربون هذا السلوك الاجرامي الذي عهدناه منذ سنة 1948 بل ربما تكون الجرائم الاسرائيلية الجديدة رسالة الى الضمير العالمي الذي طالما تباكت العصابات الصهيونية على عتباته باعتبارها عصابات تعاني من التشريد وتبحث عن ملجإ فشرّدت شعبا واقتلعته من أرضه وتسعى الآن لمحو ذاكرته ومازالت الجريمة تولد كل يوم في فصل جديد فإسرائيل ليست أكثر من جريمة كبرى بل لعلها الجريمة الأكبر في التاريخ الانساني. أكتب.. تكتب.. نكتب.. ندين.. نندّد.. نصرخ.. نتظاهر.. ما جدوى كل ذلك وبحر غزّة يغرق في الدم وغزّة تغرق في العتمة. إنها فضيحة التاريخ أيّها الشاعر الذي كتب قبل 26 عاما: «الآن تعرفهم.. وتعرف أن أطفال غزّة.. في قرية عزلاء منسية هم كل العرب!»