النائب الألماني السابق جمال قارصلي الفجرنيوز كلمة النائب الألماني السابق جمال قارصلي التي ألقاها في الإعتصام الذي نظمته الجالية الفلسطينية ومؤسسات وأحزاب ألمانية وعربية في مدينة كولونيا الألمانية KÖLN إستنكارا للمجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي اليوم 27.12.2008 في قطاع غزة المحاصر نص الكلمة السيدات والسادة المحترمين أيتها الأخوات , أيها الأخوة نتظاهر اليوم إستنكارا للمجزرة الدائرة الآن ضد مواطني قطاع غزة المحاصر. نتظاهر اليوم لكي نصرخ في وجه القتلة والمجرمين في إسرائيل ولنقول لهم كفاكم إجراما ووحشية وطغيانا وعبثا في هذه الأرض. نتظاهر اليوم لكي نحرك ضمائر المسؤولين في العالم آملين أن نبعث فيهم الصحوة والإنسانية. نتظاهر اليوم لكي نكسر الصمت المهيمن على أوربا وخاصة على ألمانيا ونقول لهم لماذا هذا الصمت الدائم والمريب؟ لماذا هذه الازدواجية في المعايير؟ لماذا هذا الركوع أمام اللوبي الصهيوني؟ إن حصيلة مجزرة قطاع غزة الآن وصلت إلى أكثرمن ثلاثمئة شهيد ومئات الجرحى وهي في تزايد. إن ما حصل وما يحصل في قطاع غزة الآن يذكرنا بما حصل في العراق ومازال يحصل. حوصر العراق آنذاك لسنين طويلة وجوع وأضعف بهدف تركيعه ومن ثم تم الانقضاض عليه ودمر ومزق. وها هم الآن يعبثون في قطاع غزة المحاصروأهله كما كان الحال في العراق. حاصروا أهل غزة وجوعوهم وقتلوهم بالبرد والمرض والظلام . قطعوا عنهم الكهرباء ، والماء ، والغذاء والدواء. قتلوا أطفالهم الخدج وكذلك العجزة والأطفال والمرضى بحصارهم الجائر والآن يدمرون غزة ويقتلون ويجرحون المئات من أهلها بسلاحهم الفتاك. أين هو ضمير العالم ؟ أين هي الإنسانية ؟ أين هم أهل النخوة والعزة والكرامة؟ إن ساسة الصهاينة في تل أبيب يهددون اليوم ويوعدون بأنهم لا زالوا في بداية عملهم الإجرامي ضد أهل غزة المحاصرة وأن الآتي لأعظم. فنرد عليهم ونصرخ في وجههم ونقول لهم: إن تهديدكم ووعيدكم وحصاركم وجداركم العنصري وعملكم النازي لن يغير شيئا من صمود وبسالة وعزيمة وإصرار أهلنا في قطاع غزة البطلة. لن تستطيعوا كسرإرادة شعب مناضل يعشق الحرية ولن تكسروا إرادة شعب يأبى أن ينحني لطغاة غازين وباختصار نقول لكم هذا الشعب لن ولن يركع لكم. إخوتي وأخواتي الم نأتي على ذكر هؤلاء المجرمين أنفسهم ومن هذا المكان أثناء إعتدائهم على لبنان المقاوم؟ الم نقل أنهم سيهزموا وستنتصر المقاومة وسينتصر لبنان وستنتصر إرادة الشعوب الحرة. ونحن نقول لهؤلاء القتلة ألم تتعلموا الدرس من لبنان؟ ألم تأخذوا العبرة من العراق ؟ ألم تفهموا ماذا يحصل في أفغانستان؟ نقول لهم: أنتم ومن يقف معكم ويدعمكم ومن لف لفيفكم من صهاينة ومحافظين جدد وعرب متورطين في هذه الجريمة سنودعكم كما ودعنا صديقكم ومجرم حرب مثلكم بحذاء من بطل منتظريلقيه على رؤسكم وستلقيكم الشعوب الحرة على مزبلة التاريخ وسيتحدث التاريخ عنكم بأنكم غزاة طغاة مجرمين وبأنكم لم تتعلموا كيف يقرأ التاريخ. ها هو صديقكم جورج بوش الذي وعد بأنه لن يرحل قبل أن تكون هنالك دولة فلسطينية مستقلة وها هو يوفي بوعده اليوم ويودع العالم ويقدم أكبرهدية للشعب الفلسطيني وهي مجزرتكم هذه التي تقومون بها وبمباركته ودعمه وتوجيهه. هل تعلمون أيتها الأخوات والأخوة لماذا يحل هذا العقاب الجماعي بأهل قطاع غزة؟ لأنهم يدافعون عن حريتهم وإستقلالهم. لأنهم قاموا بإنتخاب أعضاء برلمانهم بشكل ديموقراطي. لأنهم رفضوا الركوع لإرادة بوش وأولمرت وبيرس. لأنهم ظلوا صامدين وشامخين كالجبال في وجه الطغاة. نتظاهر اليوم جميعا أيتها الأخوات والأخوة لكي نقول لأهلنا في غزة: أنتم لستم وحدكم , بل هنالك كثيرون من أشراف العالم يشدون على أياديك. نتظاهر اليوم لنعلن تضامننا مع السلام العادل والشامل في فلسطين. نتظاهر اليوم لنوجه رسالة إلى ساسة وقادة ومسؤولي ألمانيا جميعا ونقول لهم: ألا يكفيكم السكوت على الإجرام الصهيوني في فلسطين بسبب عقدة التاريخ؟ هل تظنون بأن السكوت على الإجرام في فلسطين سيغير التاريخ؟ ونقول لهم كذلك إن إزدواجية المعايير لن تكفرعن تاريخ الحقبة النازية؟ ونسالهم هل نسيتم من هو ضحية ضحيتكم؟ هل نسيتم المثل القائل: من يسكت على الجريمة يعتبرمشارك فيها! ولنقل لهؤلاء جميعا إن جدار رفح والجدار العنصري في الضفة الغربية يذكرنا بجدار برلين. من المفارقات الغريبة إن المقاومة الباسلة في قطاع غزة تذكرنا بمقاومة سكان الغيتو في وارسو عام 1943. إن حصار غزة يذكرنا بحصار برلين. أيتها الأخوات , أيها الأخوة إنني أتسائل أين هي الأصوات الحرة في ألمانيا؟ أين هي حركة السلام؟ أين هي الأحزاب الديمقراطية؟ أين هي منظمات المجتمع المدني؟ أين هم النواب وممثلي الشعب؟ فنحن لا نريد أن نسكت على الإجرام ولا نريد ان نقف في صف الغزاة والطغاة والمجرمين! أيتها الأخوات , أيها الأخوة فلنكسر الصمت ولننتفض ونرفع أصواتنا عالية لنصرة الشعوب والأمم المظلومة ولنقف إلى جانبهم في حقهم في تقريرمصيرهم.
دعونا هنا نصرخ وبصوت عالي في وجه قتلة الشعوب ونقول لهم: أوقفوا مجازركم ضد الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع إن إرادة الشعوب الحرة هي صخرة تكسر عليها كل مخططاتكم ومطامعكم. عاشت غزة ..... تحيا فلسطين ....... وتحيى المقاومة الباسلة! والسلام