منتخب سلوفاكيا لا يضم في صفوفه نجوما كبارا مقارنة ببقية المنتخبات لكنه يملك في المقابل أسماء اكتسحت أقوى البطولات الأوروبية وتركت أفضل الانطباعات أمثال قلب الدفاع مارتين سكارتل، مدافع ليفربول الانقليزي، لكن الاسم الأبرز في الوقت الحالي في تشكيلة هذا المنتخب الفتي، هو مارك هامسيتش لاعب فريق ابولي الايطالي. هو لاعب شاب من مواليد 27 جويلية 1987 في مدينة بانسكا بيستريكا، يتقدّ حماسا وحيوية لفت الأنظار إليه رغم صغر سنه بفضل سرعته الفائقة وفنياته حيث يجيد التحرك بالكرة والحفاظ عليها وهو في حالة سرعة عالية، هذا ما جعله لا يعمر كثيرا في سلوفاكيا وتحديدا في الفريق الذي تكوّن فيه وهو فريق سلوفان براتسلافيا فقد لعب مباراة واحدة فقط في البطولة السلوفاكية، انتقل على اثرها الى نادي بريشيا الايطالي في 2004. هامسيتش يتميز بروح قتالية عالية فوق الميدان وشخصية قوية ليكون في بعض الأحيان مثيرا للجدل فهو يلعب باجتهاد كبير حتى الرمق الأخير، خصال هذّبها وصقلها جيدا في ايطاليا، في بلد يصعب التأقلم فيه في الحياة العادية أو حتى داخل الملعب بالنظر الى «الصراعات الفكرية» بين اللاعبين والقوة البدنية العالية ووجوب تخطي بعض العراقيل التي تخرج في بعض الأحيان عن نطاق كرة القدم مثل «العنصرية». لعب أول مباراة له في البطولة الايطالية في مارس 2005 ضد فريق كيافونيرونا، ورغم نزول بريشيا الى الدرجة الثانية الايطالية الى أنه واصل اللعب له ليسجل في موسم 2006 2007، 10 أهداف من 40 مباراة واقتلع مكانه كأساسي. هامسيتش يتميز بالقدرة على اللعب في العديد من المراكز في خط الهجوم فيكون على الرواق أو خلف المهاجمين أو مهاجما ثانيا، لاعب يتمتع بكاريزمة الكبار رغم صغر سنّه ويطبع أداءه بنوع من الحماسة المفرطة ما يجعل وجوده على الميدان مهم حتى من الجانب المعنوي. في 2007 انتقل هامسيتش الى فريق نابولي الايطالي هنا ساهم رفقة الأرجنتيني لافيتزي والأورغوياني والترغارغانو في إعادة أمجاد هذا النادي التي فقدها منذ أن رحل عنه مارادونا، ليحتل نابولي المرتبة السادسة في خاتمة هذا الموسم الكروي الايطالي ويتأهل الى اليوروباليغ وكنتيجة طبيعية لتألقه اللافت اهتمت أندية أوروبية كبرى بالتعاقد معه، لكن نابولي رفض التفريط فيه. تجربة مع المنتخب السلوفاكي في سلوفاكيا يشتد الصراع بين هامسيتش وسكارتل على لقب أفضل لاعب سلوفاكي، فقد حصل عليها مدافع ليفربول مؤخرا وحصل هامسيتش على لقب أفضل لاعب شاب. مثل هامسيتش منتخب بلاده منذ التحاقه بمنتخبات الشباب ودعي في فيفري 2007 لأول مرة لتمثيل المنتخب السلوفاكي الأول في مباراة ضدّ المنتخب البولوني وقد نجح في تسجيل هدفين في تصفيات يورو 2008 وهدفين في تصفيات مونديال 2010 من ثماني مباريات. هكذا إذا تدخل سلوفاكيا بقوة دفع اسمها هامسيتش في محاولة لاحداث المفاجأة في زمن انتهت فيه المفاجآت. محمد حلم التأهل تحقق... والباقي من باب الامتياز.. منتخب سلوفاكيا: فرحة هيستيرية اجتاحت كامل سلوفاكيا وكانت على قدر الانجاز، ألا وهو تأهل سلوفاكيا لأول مرة في تاريخها الى نهائيات كأس العالم. من دون ضجيج خطف هذا المنتخب الاضواء من بقية المنتخبات المتنافسة على ورقة العبور مباشرة للمونديال وحل في المرتبة الأولى في الاقصائيات برصيد 22 نقطة متجاوزا سلوفينيا التي أدركت النهائيات عبر الملحق والمنتخب التشيكي جار الامس والجزء الآخر مما كان يعرف بمنتخب تشيكوسلوفاكيا. أخيرا خرج منتخب سلوفاكيا من ظلال التشيك وهي المرة الأولى التي يعرف فيها هذا المنتخب انجازا مماثلا منذ انفصال البلدين في 1993... الانجاز السلوفاكي لم يكن وليد الصدفة بل كان نتيجة طبيعية لمنتخب ما فتئ يتطور في السنوات الاخيرة ويقترب تدريجيا من واجهة الاحداث الكروية العالمية فقد أنهى هذا المنتخب التصفيات المؤهلة لمونديال فرنسا 1998 في المرتبة الرابعة وحل ثالثا في تصفيات 2002 في حين بقي على بعد خطوة واحدة من مونديال ألمانيا 2006 عندما احتل المرتبة الثانية في التصفيات وبهذا التأهل ستكون سلوفاكيا البلد الوحيد الذي يتأهل الى هذه البطولة للمرة الأولى في تاريخه وهو ما يعني المشاركة الأولى. مدرب محنك يدرب منتخب سلوفاكيا ابن البلد فلاديميرويس وهو من مواليد 22 سبتمبر 1964 تولى الاشراف على هذا المنتخب منذ أوت 2008 مدرب نجح في وقت سابق في خطف الاضواء عندما كان مدربا لفريق أرتميدا براتيسلافا السلوفاكي المغمور وساهم في قيادة هذا النادي الى دوري المجموعات من مسابقة دوري أبطال أوروبا هو مدرب يعتمد في تكتيكه على خطة 4-4-2 أو 4-2-3-1 حسب متطلبات المباراة ويعول على واقعية لاعبيه في الأداء بالاستناد الى قوتهم البدنية ولياقتهم العالية المدرب يعلم أن المهمة تبدو صعبة في مجموعة تضم بطل العالم، المنتخب الايطالي الى جانب البارغواي ومنتخب سلوفينيا، المدرب فلاديميرويس صرح بعد سحب القرعة: «جميع المنتخبات كانت تتمنى التواجد في مجموعة تضم سلوفاكيا أو نيوزيلاندا لكن القرعة وضعتنا جنبا الى جنب مع نيوزيلاندا في نفس المجموعة وأعتبر أن المجموعة متوازنة وحظوظنا وافرة. بلا نجوم لا يضم منتخب سلوفاكيا نجوما بحجم نجوم بقية المنتخبات أو أسماء من الحجم الكبير يبقى التعويل على الروح الجماعية سلاح هذا المنتخب وتضم المجموعة بعض الأسماء البارزة في كتيبة فلاديميرويس وعلى رأسهم مارتين سكارتل (25 سنة) صمام الأمان في دفاع فريق ليفربول الانقليزي الى جانب نجم نابولي الايطالي مارك هامسيك (22 سنة) وهو لاعب قوي جدا ويتمتع بشخصية قيادية رغم صغر سنه مما جعله يقاتل كل مباراة يلعبها ومثل نقطة قوة فريقه نابولي ومنتخب بلاده بفضل أدائه البطولي العالي وقد قال عنه مدربه «مع ماريك هامسيك لاعبونا لن يستسلموا» الى جانب هذا الثنائي يتكون المنتخب السلوفاكي من الحارس جان موشا (32 سنة) حارس فريق ايفرتون الانقليزي ومدافع فريق سيانا الايطالي مارتين بيتراس (30 سنة) وبيتر بيكرايكا (23 سنة) مدافع فريق فولسبورغ الألماني ومتوسط الميدان الشاب فلاديميرويس (20 سنة) متوسط ميدان بولتون الانقليزي أما خط الهجوم فهو يضم الثنائي ايريك ياندريسك (23 سنة) مهاجم كايزر سلاوتيرن الألماني وستانيسلاف سيستاك (27 سنة) مهاجم فريق بوخوم الألماني... اذن المهمة ستكون صعبة للغاية لهذا المنتخب من خلال مشاركته الأولى لكن المفاجأة تبقى واردة خاصة أن المنتخب الايطالي سينفرد بكل التوقعات من أجل اقتطاع التذكرة الأولى في هذه المجموعة في حين أن منتخبات البارغواي ونيوزيلاندا وسلوفاكيا تنطلق بنفس الحظوظ رغم أن عائق سلوفاكيا هو نقص الخبرة مقارنة ببقية المنتخبات...