احتار الملاحظون حول التوصيف الملائم للمجموعة الأولى هل هي متوازنة وبالتالي صعبة على كل منتخباتها أم هي أسهل المجموعات؟. هذه المجموعة الأولى تضم البلد المنظم إفريقيا الجنوبية ووصيف بطل النسخة الفارطة للمونديال المنتخب الفرنسي وصاحب كأس سنة 1998 والمنتخب المكسيكي الضيف الدائم على المونديال حيث حضره في 13 مناسبة سابقة ومنتخب الأورغواي صاحب المجد التليد حيث حاز على كأس أول نسخة سنة 1930 وكأس سنة 1950. منتخبات متأزمة السمة الغالبة على منتخبات هذه المجموعة هي مرورها جميعا بأزمة ثقة إذ ترشحت كلها بصعوبة إلى المونديال فالبلد المنظم جنوب إفريقيا وإن أعفيت من منافسات الترشح فإنها لم تسجل حضورها في ال«كان» الأخير بأنغولا رغم وقوعها في مجموعة سهلة لا تضم من الكبار إلا نيجيريا أما البقية فهي سيراليوني وغينيا الاستوائية. فرنسا ساعدها الحظ كثيرا في الوصول إلى المونديال حيث لم تقو على الحصول على البطاقة الأولى للترشح وتركتها لصربيا في مجموعة ضمت كذلك ليتوانيا والنمسا ورومانيا وجزر الفيرووي لتلعب «الباراج» أمام إيرلندا وتفتك منها الترشح بفضل «يد» هنري. المكسيك ترشحت بصعوبة هي أيضا إلى هذا المونديال بعد أن مرت في التصفيات بفترات حرجة دفعتها إلى إقالة المدرب السويدي زفان غوران إيريكسون وتعويضه بخافيير آغويري لتمر الثانية في مجموعتها بعد أن كانت دائما تمر في الصدارة. الأوراغواي هي أيضا ليست بأفضل حال من نظيراتها في هذه المجموعة الأولى فترشحها حصل بعد لعب مباراة «الباراج» أمام كوستاريكا وقد فرطت في ترشح مريح بعد انهزامها على ميدانها أمام الأرجنتين في آخر مباراة من التصفيات. كل الاحتمالات واردة على الورق تشير كل المعطيات إلى أن فرنساوالمكسيك هما من سيتزعمان هذه المجموعة نظرا إلى خبرتهما الكبيرة جراء انتظام حضورهما في الدورات الأخيرة وتعودهما على المرور إلى الدور الثاني إلا أن المفاجأة واردة من المنتخبين الأخرين وهما جنوب إفريقيا والأوراغواي. فمنتخب البلد المنظم سيستمد قوة رهيبة من مشجعيه الذين سيشكلون قوة دفع هائلة له وهذا وحده كفيل بقلب كل المعادلات لصالح «البافانا البافانا» أما الأوراغواي ونظرا لما تملكه من لاعبين ذوي مهارات كبيرة أهلتهم للعب في أكبر الأندية الأروبية مثل مارتان كازيراس في جوفنتس وغونزالاز في فالانس وفورلان في اتليتيكو مدريد فإنها قادرة على لعب الأدوار الأولى في مجموعتها. «الديوك» والدرس السينغالي شكوك كبيرة ترافق المنتخب الفرنسي في هذا المونديال ومبعثها هو تدهور النتائج والاداء فمنتخب «الزرق» لم يبرهن خلال التصفيات أو خلال الوديات أنه قادر على فرض لونه وازدادت صعوباته بعد القرعة حين اكتشف أنه سيواجه منتخبا افريقيا وعلى ملعبه لأن نكسة المونديال الآسيوي وما فعله به المنتخب السينغالي مازالت حاضرة في أذهان لاعبيه ومدربه والأكيد أن «الديوك» يتمنون أن تكون مقولة «التاريخ يعيد نفسه» كاذبة حتى لا يجدوا أنفسهم على قارعة المونديال منذ الدور الأول. «الأولاد» بلا هوية ولا شخصية منتخب «البافانا البافانا» سيعول كثيرا على دعم جمهوره لرفع التحدي لأنه خلاف ذلك لا يملك شيئا يمكن به أن يقارع بقية المنتخبات اذ منذ أن تأكدت جنوب إفريقيا من تنظيم مونديال 2010 ومنتخبها في حالة تجربة إلى أن كثرت تجاربه ولم تنجح أي واحدة منها وليس أول على ذلك من استقالة مدرب المنتخب كارلوس آلبارتو في مرة أولى ثم عودته مرة أخرى دون أن يتغير وجه المنتخب رغم كثرة التربصات والوديات فالامكانات البشرية محدودة جدا إذ باستثناء ثلاثة لاعبين هم موكوينا لاعب بورتسموت وستيفن بينار لاعب ايفرتون والعجوز مكارني لاعب وستهام فإن بقية اللاعبين لا ميزان لهم أمام منافسيهم. المكسيك وعقدة «العبرة بالمشاركة» رغم أن المنتخب المكسيكي دائم الحضور في المونديال اذ لا تسبقه في هذا المجال إلا منتخبات البرازيل وإيطاليا وألمانيا وإنقلترا فإن أفضل حصيلة له كانت الوصول إلى ربع النهائي حين نظم المونديال سنتي 70 و86 أما البقية فكان الخروج من الدور الأول أو الدور الثاني في أحسن الحالات لذلك فإن هم أبناء حضارة «المايا» في هذا المونديال هو كسر قاعدة «العبرة بالمشاركة» لتحصيل نتائج أفضل وإذا نظرنا إلى ما تملكه من لاعبين أمثال رافاييل ماركيز لاعب برشلونة وأدزوريو لاعب شتوتغارت وسالسيدو لاعب بي آس في ايندهوفن وزميله في نفس هذا النادي رودريغاز إضافة إلى لاعب أرسنال كارلوس فيلا واللاعب الواعد في برشلونة جوناثان دوس سانطوس فإن المكسيك نادرة على فك عقدتها. وراء مجد ضائع منذ مونديال 1950 والاوراغواي تلهث وراء مجدها الضائع فصاحبة الكأسين عالميتين ظلت في كل مونديال تعيش على ذكرى انجازاتها فشمس تألقها انحسرت وأفلت ولم يعد لها مكان بين الكبار إلا في كتب التاريخ أما على أرض الواقع فالفوارق شاسعة بينها وبين بقية المتوجين باللقب ورغم أنه أصبح لها لاعبون في أروبا إلا أن عددهم أو مستواهم لا يقارن بما تملكه البرازيل والأرجنتين لذلك فإذا اجتازت الأوراغواي الدور الأول بنجاح فإن هذا يعد انجازا كبيرا لها.