هذه المجموعة تكاد تكون نسخة مكررة من المجموعة الرابعة لمونديال سنة 1994 اذ تشاء القرعة أن تجمع من جديد منتخبات الأرجنتين ونيجيريا واليونان في نفس المجموعة والجديد فيها هو كوريا الجنوبية. المجموعة الثانية يمكن تقسيمها إلى قسمين أو بصورة أوضح الأرجنتين ثم البقية، فمنتخب «التانغو» لن ينافسه أحد على المرتبة الأولى والمفاجأة من الصعب جدا إن لم نقل من المستحيل حدوثها لأن ميسي وزملاءه هم هذه المرة مرشحون فوق العادة لنيل اللقب. المفاجأة غير واردة لئن لا منطق في منطق الكرة وتبقى كل الاحتمالات واردة لأنه لا حقيقة إلا حقيقة الميدان فإن الأمر في هذه المجموعة محسوم بدرجة أولى لصالح الأرجنتين لأنها تملك أفضل ورقة رابحة وهي ليونال ميسي الذي يلعب بعقلية أسد في جسد بعوضة والذي قاد برشلونة إلى حصد كل الألقاب الممكنة لذلك فإن الأرجنتين تنتظر منه أن يعيد السيناريو مع منتخبها وأن يكون القاطرة التي تقودها إلى منصة التتويج تماما كما فعل ماردونا سنة 1986 حين وظف كل قدراته لاهداء اللقب إلى بلده رغم أنه لا أحد من زملائه آنذاك مؤهل لاعانته بقوة بعكس ميسي الذي يجد إلى جانبه في هذا المونديال حشدا من النجوم البارزة التي بإمكانها أن تعينه على حمل عبء أي لقاء دون نسيان المدرب ماردونا القادر على استثارة مكامن القوة لدى لاعبيه، لذلك فالأرجنتين تلوح في طريق مفتوح لتزعم هذه المجموعة وقد يبدأ لديها المونديال منذ الدور ثمن النهائي لأن نيجيريا واليونان وكوريا الجنوبية لا تملك على الورق ما به تقدر على مجابهة «التانغو». «النمور» بفضل الكرات الثابتة منتخب كوريا الجنوبية يعتبر الأول الذي اقتطع ورقة الترشح إلى المونديال حيث بسط سيطرة مطلقة على مجموعته في قارة آسيا وترشح بلا أي هزيمة ليحافظ على موعده مع المونديال منذ دورة 1986 بالمكسيك، الكوريون الجنوبيون بما يمتازون به من عقلية تواقة نحو الأفضل دائما سيسعون إلى كسر حاجز الدور الأول الذي لم يتخلصوا منه إلا حين نظموا المونديال سنة 2002 زادهم في ذلك مسيرتهم الممتازة في التصفيات وما يملكونه من منتخب متجانس قوته في الكرات الثابتة إذ من جملة 22 هدفا سجلوها في التصفيات 10 منها كانت إثر مخالفات سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة إضافة طبعا إلى اللاعبين الثلاثة المفاتيح وهم شادوري لاعب فرايبورغ وبارك جي صونغ لاعب مانشستر يونايتد وبارك شي يونغ لاعب موناكو. الاغريق و«الملك» وسيناريو أورو 2004 المنتخب اليوناني يسجل في هذه الدورة ثاني حضور له في المونديال بعد أمريكا 94 والأكيد أنه لا يريد تذكر تلك المشاركة لأنه خرج منها بصفر من النقاط وصفر من الأهداف المسجلة مقابل 10 أهداف كاملة في شباكه لكن من المؤكد أنه سيدخلها بنفس العقلية التي دخل بها «أورو 2004» حين افتك لقبها من المتراهنين التقليديين عليه بين تلك الدورة وهذا المونديال لم يتغير شيء يذكر في اليونان فالمدرب أوتوريغال باق في منصبه رغم أنه جاوز السبعين من عمره إلا أن السنين زادته خبرة وحنكة وعزما أكبر على تكذيب كل التكهنات المحبطة للعزائم اللاعبون أيضا لم يتغيروا بدءا بالحارس هالكياس مرورا بماروس وكيرغياكوس وكاراغونيس وجيكاس بل أن «الملك» أوتوريغال عازم على محو خيبة «أورو 2008» من أذهان اليونانيين وهذا يمر حتما عبر انجاز كبير في مونديال 2010 سيخفف أيضا من وطأة الأزمة الاقتصادية على الشعب اليوناني. فرصة النسور هذا المونديال الافريقي هو فرصة قد لا تعاد مرة أخرى أمام النسور للتحليق عاليا في سماء هذا المحفل الكروي الأهم في العالم فنيجيريا لن تتأثر بعامل الأرض سلبا بل بالعكس سيكون لها دافع كبير للتألق لأن جمهورها لن يكون بعيدا عنها كما أن لاعبيها حنكتهم التجارب في مختلف البطولات الأروبية إضافة إلى إستفادتها من ال«كان» الأخير رغم أنها وصلت إلى مربعه الذهبي حيث غيرت مدربها المحلي شعيبو وعوضته بالسويدي لارس لاجر باك صاحب التجربة الكبيرة في المونديال مع منتخب بلاده حيث حضر معه في دورتي 2002 و2006 وبما أن «النسور» تعرف جيدا سماء جنوب إفريقيا فإن فرصتها كبيرة هذه المرة في بسط أجنحتها والتحليق عاليا لأنه لا الطقس سيعيقها ولا الجمهور سيخذلها.