هذه المجموعة تتشابه كثيرا مع المجموعة الثانية إذ فيها منتخب مرشح بقوة لنيل اللقب وهو المنتخب الانقليزي وبالتالي لن يتحدث عاقل عن إمكانية سقوطه في هذا الدور الأول لتتصارع المنتخبات الثلاثة الأخرى على البطاقة الثانية المؤهلة للمرور الى الدور ثمن النهائي. هذا الرأي لا يعني طبعا أن الانقليز سيكونون في فسحة في مبارياتهم الثلاث الأولى في هذا المونديال لأن منتخبات الجزائروالولاياتالمتحدة وسلوفينيا ستلغي من أذهانها كل الفوارق ولم تتحول الى جنوب افريقيا للسياحة بل لفرض اللون. فخ للإنقليز إذا جزمنا أن لا حقيقة إلا حقيقة الميدان فإن هذه المجموعة قد تمثل فخا للانقليز اللاهثين منذ أكثر من 44 سنة وراء لقبهم العالمي الثاني فالجزائر سيدخل لاعبوها المونديال من أجل تأكيد أن لقبهم «المحاربين» لم يأت من عدم ويسعون الى إعادة سيناريو مونديال 82 بإسبانيا حيث هزموا ألمانيا والشيلي وانسحبوا بعد مؤامرة ألمانية نمساوية. الولاياتالمتحدة انتظم حضورها في المونديال منذ دورة إيطاليا 90 وأكثر من ذلك كانت رقما صعبا أمام كل منافسيها لذلك لا يمكن اعتبار ترشحها الى بقية الأدوار ان حدث من قبيل المفاجآت.أما سلوفينيا ورغم حضورها للمرة الثانية في المونديال بعد سنة 2002 فإنها اكتسبت الخبرة التي تخول لها إسماع صوتها خاصة أن رصيدها البشري لم يتغير كثيرا عن المونديال الآسيوي. لا بديل عن اللقب عند «الأسود الثلاثة» من غريب الصدف أن الانقليز الذين ابتدعوا لعبة كرة القدم لم يفوزوا باللقب العالمي إلا مرة وحيدة سنة 66 حين نظموا المونديال ومازال الجدل الى الآن قائما حول شرعية تتويجهم لذلك فإنهم أعدوا عدتهم كما ينبغي هذه المدة ليكونوا أسيادا للعالم كرويا خاصة وأن الجيل الحالي من اللاعبين يعتبر الأفضل في تاريخ هذا البلد كما أن كرتهم خرجت من انغلاقها الذي خلق لها مشاكل عديدة أمام عديد المنتخبات وصارت مدرستهم الكروية لا تعتمد على الإندفاع البدني واللعب المباشر فحسب بل تنوعت أساليبها وتعددت بما يمكن المنتخب من التحدث مع أي منافس بلغته إضافة الى ذلك انتدبوا مدربا هو الأكبر جراية بين نظرائه في المونديال ففابيو كابيلو يتقاضى سنويا 8.800.000 أورو لذلك ليس من الغريب أن يرشحها العديدون وأن يضمن كابيلو اللقب للانقليز خاصة حسب رأيه إذا كان جيرارد وروني في أفضل حالاتهما. بلا ضغوط المنتخب السلوفيني سيدخل هذا المونديال وهو متحرر من كل الضغوط فلا أحد سيلومه عند الإنسحاب من الدور الأول نظرا لحداثة عهده بمثل هذه المشاركات العالمية والأكيد أن هذا العامل يلعب لصالح السلوفينيين إذ ليس لديهم ما يخسرونه... لكن هذا لا يعني أن المنتخب السلوفيني لا يملك أي سلاح لمجابهة منافسيه إلا الاستعداد النفسي بل على العكس من ذلك تماما فهي ترشحت عن جدارة للمونديال بعد أن حلت ثانية وراء سلوفاكيا وأمام تشيكيا وبولونيا وإيرلندا الشمالية كما أنها تملك حارسا عملاقا هو سمير هاندانوفيتش المحترف في أودينيزي الإيطالي إضافة الى روني كريس لاعب الأنتار وفالتر بيرصا لاعب أوكسار ومهاجم بوخوم الألماني دوديتش وكل هؤلاء عزمهم كبير على عدم العودة سريعا الى سلوفينيا والتكفير عن هزائمهم الثلاثة في آخر مشاركة لهم في المونديال. الأمريكان: بعد السيطرة السياسية حان وقت السيطرة الكروية منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية أصبح ضيفا قارا على المونديال وبالتالي اكتسب الخبرة التي تخول له ان يصبح قوة عظمى في المستطيلات الخضر خاصة بعد ان أصبح من المصدرين للاعبين بعد أن كان من كبار الموردين لهم وتكفي الإشارة الى أنه من جملة 23 لاعبا هناك 17 لاعبا محترفا في أوروبا وفي أندية كبيرة مثل أوغوشي أو نويو لاعب ميلان وشيروندولو لاعب هانوفر وباكانيقرا لاعب ران وإذا أضفنا الى كل ذلك تألقهم في كأس القارات الأخيرة حين انهزمت في النهائي بصعوبة أمام البرازيل فإن الأمريكان عازمون على فرض سيطرتهم الكروية في العالم كما فرضوها سياسيا واقتصاديا. المحاربون وذكرى «الأندلس» عاد المنتخب الجزائري الى المونديال بعد غياب دام 24 سنة ولئن سبق له المشاركة في مونديالين هما اسبانيا 82 والمكسيك 86 فإن آمال الجزائريين متعلقة بإعادة سيناريو مونديال 82 والفرصة متاحة أمام الشيخ رابح سعدان ومحاربيه لجعل التاريخ يعيد نفسه، فمنتخب الخضر يتمتع بشخصية قوية جدا تجعله لا يهاب أي منافس وهذا لوحده كاف للعب بلا عقد طبعا منتخب بلد المليون شهيد لا يملك هذا فحسب بل له لاعبون ممتازون أمثال حسن بيدا وكريم مطمور وكريم زياني وعنتر يحيى المتمرسين بلعب أعتى المباريات دون إغفال أيضا عامل الأرض لأنه رغم تباعد المسافات بين الجزائروجنوب إفريقيا إلا أن المونديال يدور في القارة الإفريقية وهذا عامل محفز للجزائريين للتألق.