ستفقد كأس العالم بجنوب إفريقيا بعضا من نكهتها بسبب غياب نجوم لها وزنها على الصعيد العالمي ورغم اختلاف الأسباب إلا أن هناك بعض الأسماء التي يمثل وجودها في حد ذاته حدثا لكن غيابها جعل المتتبعين في حالة من القلق خاصة أن القائمة قد تتسع كل يوم بسبب تتالي الإصابات. غياب النجوم عن المونديال يمكن تصنيفها إلى ثلاثة مستويات فهناك منتخبات لم تتأهل فغاب نجومها وهناك لاعبون لم يتم استدعاؤهم أصلا وهناك آخرون يتغيبون بسبب الإصابات. نجوم لم تنجح منتخباتها في التأهل تغيّب عن الصراع العالمي بجنوب إفريقيا منتخبات لها حجمها سواء كفرق أو كنجوم متواجدين ضمن هذه المنتخبات أبرز الغائبين سيكون نجم برشلونة الإسباني ومنتخب السويد زلاتان ابراهيمو فيتش، إلى جانب حارس مرمى منتخب التشيك بيتر تشيك ولاعب وسط برشلونة سيادو كايتا وزميله في المنتخب المالي فريديريك كانوتيه وهداف بايرن ميونيخ الألماني إيفيكا أوليتش ولا ننسى مهاجم منتخب الطوغو إيمانويل أديبايور وقلب هجوم المنتخب السينغالي مامادو نيانغ ونجم المنتخب المصري والعرب محمد أبو تريكة وتضم هذه القائمة كذلك لاعب المنتخب الروسي وأرسنال الانقليزي أندري أرشافين الذي قال عن الغياب المؤلم على هذا المحفل العالمي «لا يمكنني أن أقول إنها اللحظة الحاسمة في مسيرتي... وبعد سنوات سيدرك الناس ذلك.. ولكن على أي حال، عدم التأهل للنهائيات يعني أنني سأكون خارج إطار كرة القدم لبعض الوقت». وللتاريخ فإن هناك بعض العمالقة الذين فشلوا في بلوغ المونديال مع منتخباتهم مثل جورج باست الذي لم ينجح في المشاركة مع منتخب إيرلندا الشمالية في المونديال إلى جانب لاعب مانشستر يونايتد ومنتخب بلاد الغال راين غيغس. أسماء استبعدت من قوائم منتخباتها الصنف الثاني من أبرز النجوم الغائبة هم أولئك الذين استبعدوا نهائيا من قائمات منتخبات بلدانهم المشاركة بداية بمدرب منتخب البرازيل كارلوس دونغا الذي استبعد الثلاثي رونالدينهو وباتو وأدريانو ولم يشذ مارادونا عن قاعدة القرارات الفنية المثيرة للجدل عندما رفض توجيه الدعوة إلى كل من خافيير زاناتي واستيفان كامبياسو إلى جانب متوسط ميدان بوكا جونيور رومان ريكلمي.. مارشيلو ليبي مدرب المنتخب الإيطالي خلق بعضا من الانتقادات اللاذعة له بعد أن قرّر عدم استدعاء كل من توتي ولوكاتوني وأنطونيو كاسانو في حين أن ضحية دومينيك هذه المرة كانت تتمثل في إبعاد غير الفرنسيين مثل سمير نصري وكريم بن زيمة وحاتم بن عرفة واتسعت قائمته لتشمل المخضرم باتريك فيرا. ولنفس هذا السبب سيغيب رودنان نيستلروي عن تشكيلة منتخب هولاندا وثيو والكوت عن المنتخب الانقليزي وماركوس سينا عن منتخب إسبانيا وكل هؤلاء النجوم كانوا ضحية الاختيارات الفنية... الإصابة عقدة النجوم ستحرم الإصابة عشاق كرة القدم العالمية من متابعة عديد النجوم العالميين سيكون في مقدمتهم مايكل بالاك قائد المنتخب الألماني كما كان مايكل إيسيان زميله في تشيلسي ضحية للإصابة ليغيب عن منتخب غانا الذي ستتقلص حظوظه كثيرا في إحداث مفاجأة بغياب مايكل إيسيان وقد لقي مايكل أرين المصير ذاته ليكون بدوره أبرز المتخلفين عن هذا العرس العالمي وظلّت لعنة الإصابات تطارد المنتخب الانقليزي بعد إصابة قائد منتخب الأسود الثلاثة ريفورديناند الذي من المنتظر أن يغيب عن المباريات الثلاث الأولى لمنتخب بلاده... الأمر نفسه ينسحب على ديدي دروغبا وأرين روبين اللذين أصيبا في اللقاءات الودية ولن يكونا جاهزين خلال المباريات الأولى أندريا بيرلو بدوره لقي المصير ذاته وكذلك دجون أوبي ميكال نجم منتخب نيجيريا الذي سيكون الغائب الأبرز عن تشكيلة السويدي كارلس لاغرباك.. دون أن ننسى الضربة الموجعة التي تلقاها المنتخب الجزائري بغياب مراد مغني بسبب إصابة لعينة... عمالقة حرموا من حضور المونديال تحتفظ ذاكرة المونديال بأسماء لاعبين عمالقة لم يتمكنوا من المشاركة أبدا في نهائيات كأس العالم فالنجم الأرجنتيني ألفريدو دي ستيفانو أحد أعظم عظماء اللعبة فعندما كان ينتمي هذا النجم إلى المنتخب الأرجنتيني لم يشارك في مونديال البرازيل 1950 بسبب عدم تأهل الأرجنتين نتيجة لمشاكل وقعت بين منتخب «التانغو» والفيفا كما أن الأرجنتين لم تتأهل إلى مونديال 1954 في سويسرا، وعندما تحول دي ستيفانو للعب في منتخب إسبانيا غاب منتخب «لاروغا» عن نهائيات مونديال السويد 1958 في سيناريو دراماتيكي وكانت قمة التعاسة بالنسبة لهذا اللاعب عندما ساعد إسبانيا على التأهل إلى مونديال الشيلي 1962 لكنه لم يشارك بسبب الإصابة. مهاجم وقائد فريق تورينو الإيطالي فالنتينو ماتزولا لم يشارك أبدا في نهائيات كأس العالم حيث توفي في 4 ماي 1949 في حادثة سوبرجا التي هزت أوروبا وقتها وذهب ضحيتها كامل أعضاء فريق تورينو، ولم يشارك في نهائيات 1942 و1946 حينما ألغيت المسابقة بسبب الحرب العالمية الثانية وتوفي قبل إدراكه المونديال في 1950. إيريك كانتونا بدوره تجرّع من نفس كأس المرارة حيث فشلت فرنسا في التأهل إلى المونديال في مناسبتين متتاليتين 1990 و1994 في حين أعلن اعتزاله اللعب دوليا في سنة 1995 في سن الثامنة والعشرين رغم كونه كان قادرا على المشاركة في مونديال فرنسا 1998 ليفوّت على نفسه فرصة تاريخية... وللإشارة فإنه تم إبعاد إيريك كونتونا من تشكيلة المنتخب الفرنسي سنة 1987 بعدما وصف ميشال بلاتيني بكومة من الأوساخ. مارك هيوز نجم مانشستر يونايتد سابقا عانى من نفس المشكلة التي عانى منها راين غيغس حيث أن نجوميته لم تشفع لمنتخب بلاد الغال في بلوغ المونديال وهو نفس الأمر الذي ينطبق على مواطنه أيان راش نجم ليفربول الانقليزي حيث سجل هذا الهداف 369 هدفا في 728 لقاء خاضها مع فريقه ليفربول لكن محدودية إمكانات منتخب «ويلز» حالت دون نجاحه في المشاركة في المونديال. نجم المنتخب الألماني كذلك بريند شوستر غاب عن نهائيات كأس العالم رغم تألقه في صفوف برشلونة وريال مدريد والسبب أنه اعتزل في سن 24 عاما بعد خلافاته المتواصلة مع الاتحاد الألماني لكرة القدم حيث انطلق الخلاف منذ أن رفض المشاركة في مباراة ألمانيا ضد منتخب ألبانيا لأن زوجته كانت تضع مولودا حينها وفضل البقاء إلى جانبها. نجم منتخب المجر ستيفانو نايرش في الأربعينات والخمسينات واللاعب الذي قاد انتر ميلان إلى إحراز لقب السكوديتو موسمي 5253 و5354 وهداف الدوري الإيطالي 4849 لم يلعب مع منتخب بلاده المجر سوى 3 لقاءات لعدة أسباب رغم أنه كان من أبرع المهاجمين في العالم والسبب أنه ولد وعاش في فرنسا بدلا من المجر بسبب الأوضاع الصعبة لذلك البلد حينها وهو ما جعله قليل الانتماء إلى المجر حيث لم يقبل أي دعوة لاستدعائه إلى المنتخب المجري ورفض المشاركة في مونديال 1954 حينما حلت المجر وصيفة لألمانياالغربية وفوت على نفسه مركز الوصافة. عندما يغيب «الملك» الملك جورج وياه نجم منتخب ليبيريا ونادي ميلان الإيطالي لم يسعفه الحظ في تحقيق مشاركة مونديالية رغم فوزه بالكرة الذهبية في 1995 وتربعه على عرش العالم كأفضل لاعب كرة قدم في العالم تلك كانت نقطة سوداء في تاريخ الملك.
