استهانت ايران أمس بالعقوبات الجديدة التي فرضتها عليها الأممالمتحدة واصفة إياها بأنها «لا قيمة لها» وتعهدت بمواصلة نشاطها النووي، محذّرة من أنها قد تخفض تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد خلال زيارة الى طاجيكستان ان «هذه القرارات (الأمنية) ليس لها قيمة، إنها مثل منديل مستعمل يتعيّن أن يُلقى به سلّة المهملات». وأضاف نجاد أن «العقوبات تتساقط علينا من اليمين ومن اليسار، وبالنسبة إلينا فهي مثل الذباب المزعج، ونحن لدينا صبر وسنتحمّل حتى نجتاز هذا الأمر». فصل أسود وفي فيينّا وصف مبعوث إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية قرار الأممالمتحدة بأنه «فصل أسود آخر من الأخطاء وسوء التقدير» وقال إنه يأمل في أن تعيد القوى الكبرى النظر في أخطائها». وأضاف سلطانية «سنواصل دون أي تعطيل أنشطة التخصيب التي نقوم بها، ولن نتوقف ولو لثانية واحدة». وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي من جانبه ان «أعضاء مجلس الأمن أضرّوا بصورتهم وبوضعهم وأنفسهم مضيفا أن على الولاياتالمتحدةوروسيا والصين أن تجيب الرأي العام العالمي عن السؤال: لماذا اتخذت مثل هذا الموقف، فبرنامج إيران النووي سلمي ونحن ضدّ القنبلة «النووية»؟ وتعليقا على حزمة العقوبات الجديدة قال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا داسيلفا ان مجلس الأمن أضاع «فرصة تاريخية» للتفاوض مع ايران بشأن برنامجها النووي. وأضاف داسيلفا «في هذه المرة إيران هي التي كانت تريد التفاوض وأولئك الذين لا يريدون التفاوض هم الذين يعتقدون أن القوة تحلّ كل شيء، إن اتخاذ هذا القرار كان خطأ». وقالت الحكومة البرازيلية انها لم تقرر ما إذا كانت ستواصل مشاركة تركيا في مباحثات مع ايران بهدف إيجاد حل لأزمتها النووية. وأكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس أن العقوبات يجب ألاّ تكون الخيار الوحيد لمعالجة أزمة الملف النووي الايراني، معتبرا أنها «لا تخدم التوجّه نحو تسوية سلمية لهذه الأزمة». ارتياح غربي في المقابل عبّرت الدول الغربية عن ارتياحها لفرض عقوبات جديدة على طهران لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها لا تعني انتهاء الحوار مع طهران لتسوية ملف برنامجها النووي. ووصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما العقوبات بأنها توجّه «رسالة لا لُبس فيها» الى السلطات الايرانية. وقال أوباما «هذا القرار سيفرض أشدّ العقوبات التي عرفتها الحكومة الايرانية، وهذا يبعث رسالة واضحة حول تصميم الأسرة الدولية على وضع حد لانتشار الأسلحة النووية». ورأى أوباما أن التصويت على القرار يؤكد أن إيران دفعت ثمن تعنّتها» حسب تعبيره. واعتبرت موسكو أن العقوبات الجديدة تهدف الى إعطاء «دفعة» للتوصل الى تسوية ديبلوماسية لهذا الملف. وشدّدت روسيا على نقطتين هما أن القرار لا يفرض عقوبات «خانقة أو تسبّب شللا لإيران كما أنه يستبعد أيّ لجوء الى القوة». أما صحيفة ال«غارديان» البريطانية فوصفت العقوبات بأنها «هدية» لنجاد وخطأ سيندم عليه الرئيس الأمريكي باراك أوباما.