دعا الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أمس الولاياتالمتحدة إلى قبول عرض مبادلة اليورانيوم الايراني بالوقود النووي الذي قدمته بلاده إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل أيام واصفا العرض بأنه يمثل فرصة تاريخية لتحسين العلاقات مع طهران. ورغم الرفض الأمريكي للعرض الايراني حتى الآن، قال «نجاد إنّ على الرئيس الأمريكي باراك أوباما عدم الاصغاء إلى الأطراف التي تسعى إلى وضعه على مسار المواجهة مع الأمة الايرانية ودفعه إلى نقطة اللاّعودة وإغلاق باب الصداقة بينه وبين إيران إلى الأبد». فرصة لا تُعاد وحذر نجاد من أن الأمة الايرانية قد لا تمنح واشنطن فرصة أخرى إذا ما أضاعت الفرصة المتاحة اليوم. وجاءت تصريحات نجاد بعد يوم من وصف وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الاتفاق الثلاثي بين ايران والبرازيل وتركيا بالخدعة. وقالت كلينتون إنّ رسالة ايران إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول صفقة تبادل الوقود النووي «مليئة بالثغرات ولا تبدّد قلق المجتمع الدولي». واعتبرت الوزيرة الأمريكية أنّ الاتفاق الثلاثي «مناورة» إيرانية ترمي إلى تجنب العقوبات الدولية الاضافية التي قد تصدر ضدّها. عتب على روسيا وبشأن العلاقات مع روسيا قال نجاد إنّ الدعم الروسي لفرض الأممالمتحدة عقوبات جديدة على إيران غير مقبول. وفي انتقاد قويّ غير مألوف للحكومة الروسية استغل نجاد كلمة تلفزيونية ليخاطب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي قال إنه رضخ للضغوط الأمريكية لدعم خطوة العقوبات». وقال الرئيس الايراني: «لو كنت مكان الرئيس الروسي عند اتخاذ قرارات بشأن مواضيع لها صلة بأمة عظيمة مثل ايران لتصرّفت بشكل أكثر حذرا ولفكرت أكثر». وأضاف نجاد أن «الشعب الايراني لا يعرف هل هم (الروس) أصدقاؤنا وجيراننا، هل هم معنا أم أنهم يبحثون عن شيء آخر». ورأى نجاد أنه لا بدّ أن تمتنع روسيا عن دعم الدول التي أظهرت عداء لنا لمدة 30 عاما.. في إشارة إلى الولاياتالمتحدة التي تقود الجهود الدولية لتشديد العقوبات على إيران. وأضاف الرئيس الايراني «كان يجب ألاّ نرى في أوقات حساسة جارتنا (روسيا) تدعم هؤلاء الذين يقفون ضدّنا ويناصبوننا العداء، هذا غير مقبول بالنسبة إلى الشعب الايراني وأتمنى أن يولوا اهتماما ويقوموا بعمل تصحيحي»، لكن المتحدث باسم الخارجية الروسية أكد أمس أن بلاده ترفض ما سمّاه «الديماغوجيا السياسية» التي يعتمدها نجاد.