أفاقت فرنسا أمس على كارثة بيئية غير مسبوقة أدّت الي مصرع 15 شخصا على الاقل وفقدان العشرات وانقطاع التيار الكهربائي على نحو 200 ألف أسرة. وأفادت مصادر محلية ان فيضانات نتجت عن هطول أمطار غزيرة غمرت منطقة الجنوب الفرنسي وتسببت في اضرار مادية كبيرة. وأشارت الى أن الأمطار هطلت بمنسوب 300 ملليمتر مؤكدة ان ارتفاع المياه بلغ مترين في بعض الولايات الجنوبية. خسائر بالجملة ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان بمنطقة «دراغينيان» المنكوبة قولهم ان السيارات انقلبت في الشوارع والطرقات وان الممرات انهارات والمنازل غمرتها المياه. وقضى أكثر من ألف شخص الليلة قبل الماضية في المدارس والملاجئ بعد ان تم نقلهم الى مراكز الإغاثة. كما تم امس اجلاء 500 سجين من سجن محافظة «فار» وعلّق رئيس البلدية بالقول: لم نشهد أمرا مماثلا من قبل. كما أدت الكارثة الى توقف القطار السريع الرابط بين «نيس» و«ليل» وعلى متنه 300 راكب وعلّقت هيئة السكك الحديدية كافة رحلات القطارات بين «تولون» و«سان رافايال» حتى اليوم الخميس مشيرة الى ان الفيضانات «التهمت» 3 كيلومترات من السكك وتم استبدال القطارات بالحافلات التي نقلت 1500 مسافر الى محطات كبيرة لقضاء الليلة. استنفار وإزاء هذه الفاجعة هرع المسعفون خلال الليلة قبل الماضية لمساعدة مئات السكان من المحافظات الجنوبية المنكوبة العالقين في السيارات والمنازل وأسطح المنازل اضافة الى ارسال المروحيات لنقل السكان الى أماكن أكثر أمنا. وتمت تعبئة 1850 إطفائيا وجنديا وشرطيا و11 مروحية للتعامل مع الكارثة. وأفادت كورين أورزيتشوسكي المسؤولة عن عملية الإغاثة في «فار» بأنها تلقت 1500 نداء إغاثة. وقامت طائرات الهيلوكبتر بأكثر من 450 مهمة إنقاذ. وفي ذات السياق اعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن تأثره الشديد طالبا من الحكومة بذل كل الجهود لمساعدة الضحايا وتقديم كل الدعم اللازم وإبداء التضامن. وأكدت هيئة الارصاد الجوية الفرنسية «ميتيو فرانس» ان هذه الظاهرة تكتسي طابعا فريدا ولم يتم رصدها منذ عام 1827..