في وقت ينتشي العديد بأداء لمين النهدي وتربعه على عرش «ألوان مان شو» التونسي اطلّ جعفر القاسمي ب «واحد منّا» فكان واحد من بين أهم الكوميديين التونسيين جلب الأنظار وتهافت العديد على مشاهدته رغم مسيرته المسرحية السابقة فإن العديد اكتشفه في «واحد منا» والتي توّجت بقرابة مائتي عرض وسجلت اسمه في نوعية لم يتوقع جعفر ذاته انها ستكون المنعرج في مسيرته المسرحية وها هو يطلّ مرة أخرى بعمل جديد بعنوان «التونسي.com». عن خفايا هذه المسرحية تحدث جعفر ل «الشروق» في حوار طريف هذه تفاصيله. ٭ ماهي الأشياء التي تجمع مسرحية «واحد منّا» ب «التونسي.Com»؟ نفس الحماس والعطاء والإقبال وشكل آخر من أشكال المحبة وبطرح مغاير. ٭ هذه معان تشترك فيها كل الأعمال الفنية تقريبا هل من الممكن التحدث عن مقاربة فنية مشتركة بين العملين؟ أنا دائما آقول ان المسرح وليد اللحظة ففي «واحد منا» تحدثنا عن وضعية الطالب وعرجنا على مرحلة الباكالوريا اليوم نتطرق الى موضوع الساعة ان صحّت العبارة وهو مسألة عالمي الافتراضي والواقعي. ٭ الا يمكن اعتبار هذه المسألة تعلّة اكثر منها موضوعا للتحليل خلال هذه المسرحية؟ «بالضبط» اعتبرها كذلك كقضية فرعية من ضمن قضايا أخرى أساسية عاجلة. ٭ لاحظنا انك لم تتخلص بعد من مسرحية «واحد منا»؟ ولن اتخلص منها لأن «واحد منا» شيء مني. ٭ لم تتجرد في بعض الفترات من بعض الشخصيات؟ لم أتخلص من أشياء هي في طبعي ونفسيتي. ٭ هل أنت مع الآراء التي تدعو الى الحكم على المسرحية بعد عدة عروض قصد التعديل وما شابه ذلك؟ لا أوافق بتاتا فالعرض المسرحي لابدّ ان يولد كبيرا، وقد تكون هناك هنات ولكنها تتعلق ببعض الجزئيات وليست لها علاقة بالمعنى ولا بالطرح. ٭ في حوارات سابقة جمعتنا أكدت ان «واحد منا» تجربة منك في «ألوان مان شو» لا غير فما الذي جعلك تعدل عن رأيك؟ هو خوف على الممثل جعفر القاسمي من المخرج جعفر القاسمي. ٭ لكن بصمتك في مستوى الاخراج أصبحت واضحة في كل عمل تظهر فيه ايضا على مستوى مسرحة النص؟ انا ممثل يتحاور سواء مع المخرج او المؤلف، والمخرج الذي لا يقمع الممثل أعتبره ذكيا. ٭ ولكن عادة الحوار تؤول نتائجه الى آرائك؟ هناك اشياء اردت انجازها ولكن المخرج لم يستجب لي. ٭ تقصد أمس كنت تديره في مسرحية «حقائب» والآن هو الذي يديرك في مسرحية «التونسي.Com»؟ هذه سنّة الحياة، وهذا شيء يسعدني والصحبي عمر هو ممثل في مسرحية «حقائب» والآن هو مخرج «التونسي.كوم» فإدارة الممثل في «الوان مان شو» مهمة ضرورية لا يمكن ان يقوم بها الممثل ذاته. قد يساهم في الرؤية ولكن لا يحل محل المخرج. ٭ في مجال الاضاءة اعتمدت ايضا على من عمل معك في «حقائب» هل ان اصرارك على توظيف الأبعاد الضوئية اكثر في هذه المسرحية؟ كل«وقت ووقتو..». ٭ ظهرت أنيقا في «التونسي.Com» هل هو انخراط في هذه الموضة الشكلية الجديدة في «الوان مان شو»؟ ما المانع في ان أكون كذلك، تريدونني ان أصعد الى الخشبة في «شورط وشلاكة» بالنسبة الى هذه المسرحية كانت البدلة موظفة حسب متطلبات النص والرؤية الفنية ككل... فاللون الابيض يعكس مختلف ألوان الأضواء فكأني نقطة في الفضاء ولو لم يكن العنوان «التونسي.Com» لكان «أمّك بويّة» لأنني أتكيف مع الألوان المسلطة عليّ اضافة الى ان الزي الأبيض يوحي وكأني صفحة بيضاء وبصدد الكتابة فيها. ٭ تعاملك مع مؤلف برتبة اعلامي هل يعتبر مجازفة منه او منك؟ دعني أخبرك بشيء أنا أحبّ نوفل لا بقلبي فقط بل بفكري ونحمل نفس الهواجس. ٭ هل يمكن ان يخلّف هذا التعامل ضريبة قد يدفعها كلاكما؟ انا متفائل ما دام هناك نزهاء والعمل المحترم لا يمكن ان يجلب الا الاحترام ولا مجال للمجاملة فيه او القدح المجاني فتعاملي لا يكون من فراغ ومتى أجد النص الذي يحقق الاضافة ويمس الواقع لا أتردد في التعامل مع صاحبه مهما كانت رتبته فلو يقترح عليّ وزير نصّا سأمثّله كذلك الأمر لو كان من طرف عامل بسيط فأنا أشتغل مع نصوص ولا مع أشخاص. ٭ أفهم من كلامك ان تعاملك مع نوفل الورتاني كان يطبخ على نار هادئة منذ مدة؟ نعم انطلقنا من فكرة وصولا الى مشروع. ٭ هل طبخة منير العرقي وسفيان الشعري دفعتك الى طبخة مع نوفل الورتاني؟ «لم تدفعني حتى طبخة» الجوع المسرحي هو الذي دفعني الى الطبخ فكلنا نطبخ في نهاية الأمر. ٭ وهل تأكلون مع بعض؟ لا، كل واحد يأكل «وحدو.. ويطبخ وحدو». ٭ هل ستواصل عرض طبختك مع منير العرقي في «واحد منا»؟ لا، لقد انتهى العقد. ٭ ماذا بعد «حقائب» وهل من مشاركة تلفزية؟ الآن في «التونسي.Com» ومواصلة عروض «حقائب» تلفزيا ولي مشاركة في«دار الخلاعة». ٭ كيف تريد انهاء هذا الحوار؟ اسمح لي وبإلحاح أن أتوجه بالشكر الى إدارة الانتاج والى نوفل الورتاني والصحبي عمر وكامل الفريق التقني.