يمتزج الحديث عن مصاريف الهاتف الجوال لدى التونسيين بمشاعر الانقباض والاستياء والحسرة في بعض الاحيان فإجراء المكالمات والقيام بالارساليات يكلفهم شهريا حوالي 50 دينارا. وقد تتضاعف هذه التكلفة لتصل الى حدود 200د عند الذين يستعملون الهاتف الجوال لأغراض مهنية. «كم تصرف على هاتفك الجوال»؟ هو السؤال الذي حملته «الشروق» الى الشارع. السيد سالم أكد أنه يخصص حوالي 40د/شهريا لاجراء المكالمات الهاتفية رغم أنه ليس من المدمنين على استعمال الهاتف الجوال ولا يستنجد به إلا عند الضرورة وفاروق بن عزوز (تلميذ) قال إنه يضطر الى العمل في العطل ويوم الأحد لتوفير مبلغ بطاقة الشحن ويصرف قرابة 45د كل شهر على إجراء المكالمات الهاتفية وقد يضطر في بعض الاحيان الى التضحية بمصاريف أخرى في سبيل توفير ثمن بطاقات شحن هاتفه». ويعتبر حمدي الزواوي أسعار المكالمات الهاتفية والقيام بالارساليات وبطاقات الشحن مكلفة جدا ومن الخدمات والعروض والاغراءات التجارية مثل «لايت» وغيرها لم تزد إلا في إثقال كاهل الفرد وأثرت سلبا على ميزانيته. ويضيف: «أخصص حوالي 55د كل شهر وأصرف هذا المبلغ على «البورطابل». أما معز عريف فإنه يقول: «مصاريف الهاتف الجوال تستنزف مني الكثير وهي حقيقة تعكر مزاجي إذ أخصص ما يناهز 60د شهريا وقد يأتي ذلك على حساب التزامات مالية أخرى حسب اعتقادي مصاريف الهاتف الجوال شرّ لابد منه بحكم التعوّد عليه. السيدة سُهير تؤكد أن المبلغ الذي تصرفه على اقتناء بطاقات الشحن يختلف من شهر الى آخر وعموما هي تخصص حوالي 60د شهريا ولكن يرتفع هذا المبلغ خاصة عند المناسبات والاعياد». ويعترف وليد الحبيبي: «طبيعة وظيفتي داخل مؤسسة اقتصادية خاصة تدفعني الى استعمال الهاتف الجوال للاتصال لأغراض مهنية ولذلك أخصص حوالي 200د/شهريا في اقتناء بطاقات الشحن». ويتابع بشعور بالاستياء: «للأسف تكاليف وتعريفة بطاقة الشحن وإجراء المكالمات تبقى مرتفعة وتؤثر سلبا على ميزانية الفرد». ويختلف حلمي الدراجي عن هذا الرأي فهو يقول: «لا يجب أن نعطي العنان لأنفسنا ونفرط في استعمال الهاتف الجوال حتى لا تتحوّل هذه الوسيلة الاتصالية من نعمة الى نقمة. أنا مثلا لا أخصص إلا مبلغ 10د/شهريا للقيام بالمكالمات الهاتفية ولا أستعمل «البورطابل» إلا عند الضرورة.