البرازيل والارجنتين مصنعان للنجوم عبر التاريخ وقوتان عظميان في كرة القدم العالمية صراعهما على الالقاب متواصل ومتواتر عبر كل المنافسات قارية وعالمية وأولمبية. كانت «الصمبا» متفوقة على «التانغو» على مستوى الألقاب وعلى مستوى النجوم الى حدود عشرية الثمانينات من القرن الماضي حيث استطاعت الارجنتين كسر هيمنة جارتها في احتكار لقب أفضل لاعب في العالم منذ ان نالت كرة القدم لقب اللعبة الشعبية الأولى في العالم حين انجبت من أصبح ينافس بيلي بجدية على عرش النجومية العالمية. الزمن مع بيلي هنالك عديد الاختلافات بين بيلي وماردونا أولها في الخطة فبيلي مهاجم صريح ساعدته خطته على تسجيل أهداف أكثر أما ماردونا فهو صانع ألعاب يلعب خلف المهاجمين ويمولهم بالكرات الثمينة لكن هنالك أمر هام آخر لعب لصالح بيلي ويتمثل في اختلاف زمن اللعب فالبرازيلي لعب في وقت كانت فيه الخطط التكتيكية الدفاعية غير معتمدة بل كانت الكرة تلعب بالفطرة تقريبا الأولوية فيها للعمل الهجومي كما لم يكن المدافعون في مثل الصلابة التي يلعبون بها حاليا ولا بنفس الخبث أما ماردونا فظهر في وقت تغيرت فيه المدارس الكروية وطريقة اللعب حيث تم اعطاء الاولوية للدفاع ولغلق المنافذ اضافة الى خبث المدافعين في ايقاف المهاجمين. مهمة مارادونا كانت أصعب حين تألق بيلي مع «الصمبا» كانت تشكيلتها تضم أكثر من لاعب بارز ففي مونديال 58 كان معه زاغالو وفافا وغارنيشا وفي مونديال 62 انضاف الى تلك الاسماء آخرون ممتازون مثل آماريلدو وزيتو أما في مونديال 70 فكان مع جاييرز ينهو وريفيلنو وتوستاو ومثل هؤلاء الاسماء ساعدته في تحقيق العبء عنه أما ماردونا فكان سنة 86 يلعب وحده تقريبا لخلو الارجنتين من الأسماء الكبيرة لذلك كانت المحاصرة عليه لصيقة ولم يعتمد الا على فنياته لتجاوزها. ميسي ينهي الجدل الجدل ظل قائما بين مناصري اللاعبين ولكل براهينه وحججه ولم يقدر أي لاعب عاصرهما أو جاء بعد هما أن ينهي هذا الجدل لكن مع تألق ميسي مع ناديه برشلونة ومساهمته الفعالة في تتويجه أكثر من مرة اضافة الى فوزه بالذهب الأولمبي مع «الآلبيسيليستي» كما أظهر امكانات خرافية في التعامل مع الكرة رغم كل الصعوبات الدفاعية والمهارة التكتيكية للمدافعين مما أهله الى أن يرتقي الى مرتبة تمت فيها مقارنته بالعملاقين ماردونا وبيلي. «بيلي الثالث» صرح ماردونا مؤخرا عند سؤاله حول الافضلية بينه وبين بيلي وميسي بأنه ما هو متأكد منه أن بيلي سيحتل المرتبة الثالثة دون أن يحدد اسمي سابقيه في الترتيب بدقة كما أكد في حديث آخر بأن ميسي أفضل منه لكن الثابت والأكيد أن فوز ميسي باللقب العالمي مع الارجنتين سيحسم الجدل لصالحه لتنتهي حكاية أفضلية هذا على ذاك خاصة أن ميسي جاء في زمن أصعب وكثر فيه اللاعبون الممتازون هنا وهناك لكنه استطاع أن يحجب عنهم الضوء باشعاعه الكبير.