قصته مع المونديال تعود الى عام 1966 فهو يذكر جيّدا هدف الانقليزي هيرست في شباك «الألمان» وما أثاره من جدل واسع في ذلك النهائي الشهير الذي خلّف الحزن ليس في نفوس زملاء «بيكنباور» فحسب وإنما كذلك في نفس عبد السلام شمام بحكم عشقه المجنون ل «المانشافت» فهو يحفظ أسماء المدرب الألماني الشهير هلموت شون عن ظهر قلب.. لكن عبد السلام شمام الذي كان سنه آنذاك 19 ربيعا فحسب ما كان ليكتفي بعشق «الألمان» بما انه تحوّل من أعماق الجنوب وتحديدا من قابس بعد أشهر قليلة من ذلك المونديال الشهير الى العاصمة لينحت مسيرة استثنائية مع فريق الصفصاف والمنتخب سجّل خلالها أكثر من 100 هدف... مضت 34 سنة على اول نهائي تابعه شمام ازداد خلالها عشقه للألمان الذين منحوه فرحة عارمة عامي 1974 و1990 في انتظار ان تضرب «ماكينات» لوف بقوة مجددا في مونديال جنوب افريقيا. عشق خاص للألمان تحدث شمام عن سرّ عشقه للمنتخب الألماني قائلا: «ترعرعت عاشقا للألمان وقد كانت بداية هذا العشق خلال مونديال أنقلترا عام 1966 الذي انهزم فيه الألمان بطريقة دراماتيكية بهدف مشكوك في صحّته ... وكان «المانشافت» يضم في صفوفه على التوالي: تيكوفسكي وشولز وشنيلينڤر وبيكنباور وفيبر وهالر وأوفرات... بقيادة الرائع هيلموت شون... والحقيقة ان هذا العشق الخاص للمنتخب الألماني يعود بالأساس الى النجاعة التي يتمتع بها هذا المنتخب وأيضا الواقعية والبحث المتواصل عن الانتصارات والانضباط والجدية.. انه المنتخب الأفضل على الاطلاق ويكفي ان نذكر بعض الأسماء التي شكلت لوحدها محطات تاريخية على غرار القيصر «فرانس بيكنباور». حمى المونديال في منزل شمام ينتمي عبد السلام شمام الى عائلة رياضية فشقيقه الأكبر المرحوم الهادي وشقيقه الآخر حميد سبقا لهما اللعب لفائدة النادي التونسي أما عائلته المصغرة فقد احتدمت بينها صراعات الانتماءات والأهواء الرياضية الى حدّ لا يطاق فإبنه خليل لاعب الترجي يعشق «الطليان» ويشجعهم مثلما يفعل الأمر نفسه مع فريق «الأنتر» طيلة الموسم وهو ما يجعله في صراع مستمر مع والده عاشق الألمان ولكنه يساند في الآن نفسه الغريم الأزلي للأنتر اي جمعية ميلانو !!! أما بالنسبة لولديه أنيس وأحمد فهما يشجعان إيطاليا وفرنسا ولعل الأطرف من ذلك انهما من عشاق الترجي لكنهما ايضا يشجعان غيره فأنيس يشجع فريق «الصفصاف» فيما يساند أحمد فريق الملعب التونسي!!! وتكتمل هذه «الفسيفساء» الرياضية بدخول السيدة شمام على الخط بما أنها رياضية سابقة وهو ما يجعلها تواكب أيضا أكبر تظاهرة رياضية كروية في العالم.. «بركوكش» قابس في قلبالمونديال لم ينكر عبد السلام شمام انه لا يمكن الاستغناء عن الكسكسي القابسي «البركوكش» أثناء مشاهدته لمقابلات كأس العالم مع عائلته وهي من العادات التي دأب عليها شمام منذ أول مونديال لعبه الألمان عام 1966.. لحظات حزينة والأمل في الأفق بالرغم من صولاته وجولاته في ميادين كرة القدم فإن الأقدار شاءت ان تحرم شمام من المشاركة في مونديال 1978 مع المنتخب الوطني بعد ان أعلن اعتزاله آنذاك وكانت عملية القرعة الشهيرة قد حرمته من قبل «المونديال» عام 1970 امام المغرب!!! وظل شمام ينتظر مشاركة ابنه خليل في مونديال 2010 ولكن حدثت خيبة 14 نوفمبر 2009 في الموزمبيق فأجلت حلم المونديال مرة أخرى وعن ذلك تحدث شمّام: «كل لاعب يتمنى ان ينهي مشواره الكروي بالمشاركة في تظاهرة عالمية كبرى مثل كأس العالم ولكن لم أحقق ذلك مثلما حدث مع عدة لاعبين معروفين في العالم... والآن أعوّل على مشاهدة خليل في المونديال القادم نظرا لصغر سنه اولا (من مواليد 1987) وأيضا للخصال الفنية التي يتمتع بها... لأننا وبكل صراحة لابدّ ان نعوّل منذ اللحظة على الشبان بدل توجيه الدعوة للاعبين مخضرمين حتى نكون فعلا في أوج الجاهزية لمونديال 2014.