الحديقة الخلفية للمونديال تحمل وجها طريفا فكثيرا ما حصل جدال حول حالات قليلة عرفت فيها كرة القدم «توارث الموهبة» و«انتقال جينات الإبداع» الكروي من الآباء الى الأبناء فمن الطبيعي ان تتوارث المهن والحرف أبا عن جد لنجد ابن النجار يصبح نجارا وابن الفنان يكون فنانا لكن ان ينسحب الأمر على كرة القدم فهنا مكمن الغرابة. وإذا ما تعمقّنا في تاريخ كرة القدم من خلال كأس العالم سنجد قصصا وحكايات تصب في هذه الزاوية الطريفة وقد نشر موقع الفيفا تقريرا عن ابرز العائلات الكروية استعنا به في هذا الموضوع. الصراع الاسباني الفرنسي يتكرر بعد 40 عاما حملت بطولة كأس العالم في نسختها الثانية سنة 1934 والتي أقيمت بإيطاليا مواجهة ثنائية ظلّت ماثلة في الأذهان بين الإسباني مارتن فانتورلا والفرنسي روجو ريو وبعد ذلك بأربعين سنة تواصل الصراع في امتداد لسعي اسباني فرنسي الى تقاسم النفوذ الكروي الأوروبي من خلال بطولة كأس العالم 1962 بين ابنيهما خوسيه فانترولا وباتريس ريو ليتقابلا في تلك الدورة. مونديال العائلات: لاعبون يقتفون آثار آبائهم الطريف في هذا المونديال هو انه سيشهد قصصا اسرية فريدة قد تكون غير مسبوقة حيث يشارك كمدرب للمنتخب الامريكي بوب برادلي وإبنه مايكل برادلي كما دخل المنتخب السلوفاكي السباق بنفس هذه الميزة الفريدة حيث سيكون المدرب فلاديمير فايس مدرب المنتخب السلوفاكي مرفوقا بابنه لاعب الوسط والذي يحمل كذلك نفس الاسم. قد يقول البعض غالبا انه عندما يشرك الأب ابنه في تشكيلة الفريق أساسيا قد يكون ذلك من باب المحسوبية وعلاقات القرابة ولكن التاريخ يؤكد عكس ذلك فمثلا تعتبر عائلة فلاديمير فايس كروية بامتياز فوالد مدرب منتخب سلوفاكيا كان لاعبا دوليا معروفا في صفوف هذا المنتخب. سيناريوهات تتكرر يزخر تاريخ كأس العالم بقصص وحكايات مماثلة كانت شاهدة على امتداد سلالة عائلية من جيل الى جيل ونسأل هنا ما علاقة الجينات بكل هذا..؟ إذ قام ما لا يقل عن 18 لاعبا بإعادة سيناريو آبائهم في الحضور بكأس العالم على مدى تاريخه ومن المنتظر ان يعيد ثلاثة منهم الكرة في هذا العام، وهم بيبي رينا حارس المنتخب الاسباني الذي يسير على خطى والده ميغيل رينا حارس منتخب لاروخا سابقا، فقد مثل بيبي اسبانيا لأول مرة في كأس العالم 2006، ويكرر السيناريو هذه الصائفة. بدوره يقتفي دييغو فورلان أثر والده بابلو فورلان الذي شارك في دورتين لكأس العالم في 1966 و1974 واستهل فورلان رحلة اقتفاء هذا الأثر في مونديال 2002 بكوريا واليابان ويواصل الملحمة هذه السنة وقبل اربع سنوات من الآن نجح متوسط ميدان منتخب إسبانيا وريال مدريد تشابي ألونسو في السير على خطى والده ميغيل أنخيل ألونسو الذي كان ضمن تشكيلة منتخب إسبانيا في مونديال 1982 وفعلها شبله في مونديال 2006. التوارث لا يقتصر على الآباء والأبناء بل ينتقل أحيانا من الأجداد الى الأحفاد كما هو الحال لمدافع المنتخب المكسيكي ماريو بيريز الذي حمل قميص المكسيك في 1970 وانتظر اربعين سنة ليكرر انجاز جده الذي لعب مهاجما لمنتخب التريكولور في مونديال 1930 بالأوروغواي. الثنائي الأقوى،حاضر بقوة ومفارقة الأخوين «بواتينغ» العلاقات الأسرية في عالم كرة القدم امتدت الى أبعد من الرابط الأبوي الى علاقة أخرى أكثر طرافة وهي تواجد أخوين في نفس المنتخب اذ شهد تاريخ كأس العالم ما لا يقل عن 47 ثنائيا أخويا منذ انطلاقة المسابقة.. في مونديال 2006 حضرت هذه الظاهرة بقوة من خلال الأخوين كولو توري ويحيى توري اللذين يلعبان في المنتخب الايفواري ويتواجدان في هذا المونديال مع الفيلة في حين كان برفقتهما في مونديال 2006 ثنائي أخوي آخر وهو أرونا كوني وباكاري كوني. وشهد نفس المونديال مشاركة الأخوين السويسريين من منتخب سويسرا فليب ديغن ودافيد ديغن. ومن الطريف ذكر مشاركة الأشقاء الثلاثة بالاسيوس في مباراة واحدة جمعت منتخب بلدهم الهندوراس بمنتخب الشيلي وهي سابقة لا مثيل لها في تاريخ كأس العالم والاخوة هم جيري بالاسيوس وولسون بالاسيوس وجوني بالاسيوس المفارقة الكبرى في المونديال هو ما حصل أمس خلال لقاء غانا وألمانيا حيث فرقت كرة القدم الاخوين جيروم بواتينغ وشقيقه كيفن برينس لمدة ساعة ونصف حيث اختار الاول تمثيل المنتخب الالماني فيما اختار الثاني تمثيل المنتخب الغاني علما وأنهما ولدا في مدينة برلين الالمانية من أب غاني وبالتالي فرقت كرة القدم أفراد عائلة واحدة. الشقيقان الأشهر ولإيجاد آخر شقيقين حملا كأس العالم بزي منتخب واحد فإن تفاصيل التاريخ تقدم لنا الانقليزيين جاك وبوبي تشارلتون اللذين توّجا بكأس العالم 1966 مع المنتخب الانقليزي، كما عادا لتمثيل بلادهما في نهائيات المكسيك 1970. ولعل الدانمارك وهولندا قدما للعالم أشهر ثنائي عائلي في تاريخ المونديال حيث شارك الأخوان مايكل وبراين لاودروب جنبا الى جنب في مونديال 1998 بينما دافع التوأم رونالد وفرانك دي بور عن القميص البرتقالي في نهائيات 1994 و1998. وقد تعود العائلة الدانماركية في قادم السنوات الى كأس العالم من خلال ماتز لاودروب وأندرياس لاودروب وهما توأم أنجبه الأسطورة الدنماركية مايكل لاودروب.