تنطلق اليوم منافسات الدور ربع النهائي من المونديال بأحلى مشهد يمكن أن تطرحه البطولة لأجل حفظ ما تبقى من سمعتها الكروية التي ضربت في الصميم بعد أن أصابنا الملل والأرق من تدني الصورة لتكون مباراة هولاندا والبرازيل صكّ النجاة لبلاتر ومن بعده بلاتيني لما لحقهما من انتقادات... بين الطموحين والسامبا يبلغ الشغف ذروته فنحن نتحدث عن مدرستين طبعتا العالم بعنوان اللعب الجميل من دون حدود ووسط هذه الإيجابات المختلطة نشتم رائحة ثأر هولاندي للملمة الجراح التي خلفتها المواجهات أمام البرازيل في كأسي العالم 1994 بإقصاء من ربع النهائي و1998 حيث انتهت رحلة القادمين من البلاد المنخفضة على أيدي زملاء الظاهرة رونالدو في نصف النهائي... إطار بعناوين متعددة لمباراة تحتمل نتيجة واحدة تبقى بمنأى عن توقعات أبرز الملاحظين فالمنتخب الهولاندي برهن إلى حد الآن أنه الرقم الصعب على الدوام في معادلة المونديال بانتصارات ساحقة وبصمة الإمتاع التي افتقدها البرازيليون في هذا المونديال في المقابل تحصّن زملاء روبين من نقطة ضعف لازمتهم على الدوام وطالما اغتالت أحلامهم في مهدها ونتحدث عن هشاشة معنوية تتأتى من ضعف دفاعي يؤول إلى الزوال بفضل خبرة ماتايزن ومساندة وسط ميدان قوي بقيادة فان بومل الذي يعرف كيف يصد الخطر ويصدره إلى المنافس... وإذا ما تحدثنا عن «صناع الفوارق» في تشكيلة فان مارفيك فهي كثيرة من فان بيرسي إلى شنايدر وكويت وفان ديرفارت... في الجهة المقابلة سيكون لزاما على دونغا، البحث عن طريقة أخرى للتفوق على طواحين أتت إلى الآن على الأخضر واليابس لأن سلاح الفنيات لن يجدي مع منتخب يملك الأسماء التي ذكرناها سابقا وقد يتلاعب المدرب بأحلام جميع البرازيليين إذا ما أراد تحدي الهولانديين فنيا وبالتالي سيفضل الواقعية والنتيجة قبل كل شيء خاصة وهو يسترجع «المدمرة» فيليبو ميلو في وسط الميدان لكن فكره سيصاب ببعض الارتباك مع غياب «إيلانو» مما يعني المشاركة المؤكدة لراميريز في حين تبقى الجهة اليسرى الحلقة الأضعف في تركيبة تبدو في حلة البطل القادم لأن مهجودات باستوس الدفاعية تبقى محدودة مقارنة باندفاعه الهجومي المفرط... حسابات قد لا تتعدى مجرّد التخمينات لأن تشابك الأقدام الهولاندية بالبرازيلية سيولد انفجارا رهيبا للفنيات ويسقط أقوى المعادلات لنبقى في انتظار نتيجة الصدام الرابع بين المنتخبين في المونديال بعد أن حفظ التاريخ إلى حد الآن تفوقا برازيليا بواقع فوزين مقابل فوز واحد للهولنديين.