كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية أمس عن وثائق تثبت فشل المخابرات الامريكية في تقدير القوة المصرية السورية وتوقع هجومهم على اسرائيل في عام 1973، مضيفة أن استخبارات الولاياتالمتحدة انساقت بعد انطلاق الحرب وراء احساس وزير الحرب الاسرائيلي موشيه دايان الكاذب بالانتصار دون اكتراث ب «الصورة المخزية للجيش» الاسرائيلي. ونقلت الصحيفة عن الوثائق التي نشرتها مكتبة ريتشارد نيكسون الرئاسية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية «الاستخبارات الأمريكية وبالأخص وكالة الاستخبارات التابعة للبنتاغون «دي أي إيه» انجرفت وراء التقييم الإسرائيلي الزائد على قوة جيش الاحتلال عام 73 والتقليل من شأن استعداد مصر وسوريا للخروج لحرب أكتوبر المجيدة». صدمة العبور ولفتت «هآرتس» الانتباه الى إنه قبيل ساعة واحدة فقط من نجاح المصريين في عبور قناة السويس وهجوم السوريين على هضبة الجولان، اعلن ضباط «دي أي إيه» أنه لا توجد أية دلائل على القدرة المصرية لنجاح مصر في العبور أو التنسيق المصري السوري وأنه لا توجد أية معلومات استخباراتية عن نيتهما القيام بحرب ضد إسرائيل». وقال زعيرا رئيس شعبة الاستخبارات الاسرائيلية في اجتماعه مع أعضاء السفارة الأمريكية في «تل أبيب»: «إنه حتى يوم الجمعة، الذي وافق وقتها 5 أكتوبر تخبطت إسرائيل عما إذا كانت الاستعدادات المصرية دفاعية أم هجومية ولكن صباح يوم السبت الذي اندلعت فيه الحرب وصلت النتائج إلى أن مصر تستعد للهجوم وعلى ذلك تم حشد جزئي صريح حتى يظهر لمصر بحسبه أن نيتهم انكشفت وأنه ليس هناك مغزى في محاولة الهجوم المفاجئ». وأوضحت الوثائق أيضا أنه بعد بداية المعارك انساقت الاستخبارات الأمريكية وراء إحساس الانتصار الزائف الذي بعثه قادة إسرائيل وعلى رأسهم وزير الحرب الإسرائيلي السابق موشيه ديان، ولكن فقط بعد أربعة أيام من الحرب فجر 10 أكتوبر، بدأت التقارير الإسرائيلية المرسلة الى إسرائيل تعكس مدى الصورة الحقيقية والمخزية لجيش الاحتلال. تدمير العدو وتشير الصحيفة إلى أن وثيقة استخبارات البنتاغون أظهرت ان القوات المصرية استطاعت تدمير ربع المدفعية الإسرائيلية، فضلا عن 500 من اصل 1900 دبابة. وادعت الصحيفة بالقول إنه من بين وثائق نيكسون التي تتحدث عن حرب أكتوبر المجيدة، نجد تقريرا بارزا للسفير الإسرائيلي السابق في واشنطن سميحا دينتس أرسله الى مستشار الأمن القومي الأمريكي هنري كيسنجر في 3 ماي 1973 يتناول التحذير الذي نقله الملك حسين ملك الأردن لرئيسة الحكومة الإسرائيلية السابقة غولدا مائير من استعداد أو بدء دول مثل السودان والعراق والمغرب في نقل قوات جوية وأرضية الى مصر وسوريا تحسبا لمسيرة عسكرية وأنه تلقى ضغوطا بوضع قوات كهذه في الأردن، الا ان عمان بعد ذلك نفت تلك الانباء. وعن الأهمية الخاصة التي يوليها الإسرائيليون لحرب أكتوبر، قال الكاتب الإسرائيلي عاموس ريغيف في صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية إن هذه الحرب أدت الى مقتل أكثر من 2600 إسرائيلي، وأضاف: «أن كل فرد من الإسرائيليين كاد أن يفقد صديقا أو أخا أو قريبا أو معرفة، بعد أن ضرب الموت كل شارع و حي و مدينة في إسرائيل». وعن صدمة الإسرائيليين من هزيمة 1973، اعتبر عوفر شيلح كبير المعلقين الاستراتيجيين بصحيفة «معاريف» أن «حرب اكتوبر بمثابة الحرب العالمية الثانية لليهود».