بدأت معالم سياسة الرئيس الأمريكي «الجديد» باراك أوباما مع العرب والمسلمين تتضح. لتظهر جلية أكثر من ذي قبل وباتت اللخبطة التي أدخلتها خطابات أوباما الداعية للمصالحة تزول شيئا فشيئا. فمنذ أيام فقط قام الرئيس الأمريكي ببعض الخطوات التي لم تترك مجالا للشك في توجهه وسياسته المستقبلية ويمكن أن نذكر ببعضها لتتوضح الصورة أكثر فبعد العدوان الصهيوني على قافلة «أسطول الحرية» دافعت الادارة الأمريكية عن حق كيان الاحتلال الصهيوني في القتل دون تقديم أسباب ولم يقتصر ذلك على الدم التركي بل العربي أيضا حيث تسعى تلك الادارة الى رفع الفيتو الامريكي علما فوق البيت الابيض حتى قبل اقدام الكيان الصهيوني على اقتراف الجرائم لكي تعلم الجانب العربي الذي سيقصدها باكيا أنه يتوجب عليه القاء التحية على الفيتو الأمريكي قبل مصافحة أوباما أو أي مسؤول في ادارته يتكرم باستقباله وهو ما جعل العرب يهددون برفع القضية برمتها الى مجلس الامن لاحراج هذه الادارة التي زعمت ذات يوم نيتها في عقد المصالحة معهم. وفي اتجاه آخر «طهرت» ادارة أوباما كل أروقة صنع القرار سواء في البيت الابيض أو في وسائل الاعلام وحتى في الكونغرس من كل متعاطف مع القضايا العربية العادلة وكان ذلك اشارة واضحة على مدى خضوع أوباما وأعوانه للوبيات الصهيونية. وعلى مستوى العلاقات مع العالم الاسلامي لم يكن الوضع أحسن من نظيره العربي حيث كانت آخر خطوات أوباما وخاصة في الملف الافغاني تعيين جيمس ماتياس للاشراف على العمليات العسكرية هناك اضافة الى العراق ولم يخف «نسور» أوباما أن اختيار ماتياس كان لعشقه المعلن لرؤية الدم المسلم والعربي بل انه يرى في قتلنا تسلية ومرحا. اذن هذا هو أوباما ربما نحن متؤكدون من أنه كاذب مع العرب والمسلمين لكننا متؤكدون أكثر اليوم من كونه نسخة طبق الاصل عن بوش الابن وربما من الافضل أن نلقبه ب «بوش الحفيد» فكل واحد من حكام عائلة بوش حافظ على التزام أمريكا بجرائم ومجازر اسرائيل وكلهم ساهموا في برنامجها النووي وساهموا أكثر في الحفاظ على غموضه وحتى الآن لم يغير أي منهم السياسة العدائية ضد العرب والمسلمين.