تواصل (حتى ظهر أمس) البحث عن الشقيقين المعوقين سهيل (14 سنة) وأمل (9 سنوات) بعد اختفائهما من منزلهما الكائن بحي التضامن (ولاية أريانة) منذ صباح أول أمس على حد تأكيد بقية أفراد أسرتهما. وفيما يتابع أعوان الحرس الوطني البحث بجمع المعلومات والشهادات... يقضي أفراد الاسرة أوقاتهم بين البكاء والطواف من نهج الى آخر ومن جهة سكنية الى أخرى. «رأيت بنتي أمل في المنام مضرجة في دمائها» قالتها الأم هندة باكية قبل أن تدعو الله أن تكون مخطئة في أحاسيسها ولكن كيف انطلقت الواقعة؟ كانت الساعة تقارب السابعة والنصف من صباح الخميس عندما استعدت هندة لمغادرة محل سكناها بحي التضامن (غرب العاصمة) نحو أحد المستشفيات لتجري بعض التحاليل الطبية. كانت تعلم أن ابنيها سهيل (14 سنة) وأمل (9 سنوات) يحتاجان الى رعاية خاصة فالأول يعاني من اعاقة ذهنية والثانية من اعاقة عضوية لذلك أوصت زوجها (معوق ذهنيا) وابنها رضا (سليم من أي مرض) بابنيها المريضين خيرا وانصرفت. وقد عادت بعد حوالي ساعة ونصف فوجدت باب المنزل موصدا قبل أن يخبرها بعض جيرانها بأن زوجها وابنها (رضا) خرجا للبحث عن ابنيها المريضين فأيقنت أنهما تعرضا الى مكروه ولكن ماذا حدث في غيابها؟ «لم أجدهما» تكفل رضا بمحاولة الاجابة فذكر أن والده غادر المنزل بعد وقت قصير من انصراف والدته ليقضي حاجة أكيدة ولم ير مانعا في ترك ابنيه المعوقين في رعاية شقيقهما رضا سيما وان عمره (16 سنة) ورجاحة عقله (يبدو أكبر من عمره) يسمحان بذلك. وقد أكد رضا أنه لعب دور والديه في غيابهما فقرر التوجه الى أقرب متجر حتى يشتري فطور الصباح لأخويه. ولأنه كان كثير الحيطة فقد أغلق باب المنزل (الخارجي) بالمفتاح لكن الواقعة جدت خلال الدقائق القليلة التي قضاها خارج المنزل. «لم أكد أبلغ الباب الخارجي حتى لاحظت خلعا على أقفاله... أسرعت الى الداخل فلم أجد شقيقي» الكلام لرضا الذي أكد أنه انتظر وقتا قصيرا حتى عاد والده فروى له ما حدث وتوجها مباشرة الى أقرب مركز أمني ثم شرعا في البحث عن المفقودين عبر أنهج حي التضامن وشوارعه. في كل الاحياء لم يكد يوم الخميس يمضي حتى توسعت عمليات البحث لتشمل الاحياء والجهات السكنية المجاورة لكن لا أثر لسهيل ولا لأمل فهل تعرضا فعلا للاختطاف أم أنهما تمكنا من خلع الباب والانطلاق الى وجهة لا يعلمها غيرهما؟ هذه بعض الاسئلة المطروحة على فرضية التسليم بصحة ما روته أمهما وشقيقهما.