الدكتور نورالدين بوفالغة من بين أبرز الكفاءات التونسية المهاجرة، دكتور في كرة القدم ومتحصل على جميع الشهائد في التدريب، يملك خبرة طويلة في عالم الكرة بداية من مسيرته كلاعب أو كمدرب للشبان في تونس، مرورا بتجربة في مركز التكوين لباريس سان جرمان الفرنسي، قبل أن يستقر به المقام في الخليج حيث عمل في عمان والسعودية والامارات، ما أهله لتكوين ثقافة كروية هائلة.. «الشروق» حاورت نورالدين بوفالغة، للكشف عن انتمائه في هذا المونديال. كما حدثنا عن كرة عرب آسيا التي تعيش حالة موت سريري. أشجع إسبانيا وأرشحها للفوز باللقب تحدث نورالدين بوفالغة قائلا: «لا أختلف عن الكثيرين الذين شجعوا منتخب اسبانيا في هذا المونديال بحكم العاطفة والمنطق فقد فرض هذا المنتخب لونه على جميع منافسيه، بما يتميز به من نضج تكتيكي عال وأسلوب يعتمد على الضغط على المنافس وإجباره على ارتكاب الأخطاء وهذه النقاط جعلته يبلغ الدور النهائي.. شخصيا أعتبره الأقرب للفوز باللقب العالمي لأن الفنيات الفردية الحاسمة للاعبيه ستكون حاسمة أمام هولاندا. فالمنتخبان يتشابهان في طريقة اللعب، لكن الانسجام والتناغم الكبير في التشكيلة الاسبانية سيجعلان كفة اسبانيا هي الأرجح في هذه المباراة. فرنسا تعاني من «خور» كبير سألنا، الدكتور بوفالغة عن وضعية المنتخب الفرنسي بعد الانسحاب المرير من المونديال بحكم تجربته في الملاعب الفرنسية، فقال: «فرنسا كانت ضحية للانشقاقات الداخلية التي أصابت هذا المنتخب في ظل غياب لاعب بقيمة كبيرة بإمكانه قيادة هذا المنتخب إلى برّ الأمان. ولاحظنا كيف جاءت تصريحات «تورام» لتؤكد هذا الكلام.. فنيا المدرب «ريموند دومينيك» كان محدودا من ناحية الاختيارات الفنية التي طغت عليها العشوائية وكان يعتقد أنه بامكانه النجاح بلاعبين اختارهم بمقاييس الانتماءات وبعيدا عن العقلانية. مشكل كبير لعرب آسيا بحكم تجربته في الملاعب الخليجية، حدثنا الدكتور عن حالة التراجع الكبيرة التي يعيشها عرب آسيا، حيث لم يتمكن أي منتخب للترشح الى المونديال، وعن سبب ذلك قال: «المشكلة عند عرب آسيا تكمن في غياب العقلية الاحترافية عندهم، فتتوفر لهم امكانيات مادية ضخمة لتطوير مستواهم، لكنهم لا يحسنون توظيفها. كما أن غياب الانضباط التكتيكي وقلة النضج الكروي هما من أبرز الأسباب لتراجع الكرة في هذه المنطقة، فهم عادة ما ينتظرون قدوم جيل متميز بالنسبة لكل منتخب حتى يتألقون مثلما حصل مع السعودية في 1994 والامارات سنة 1990 والكويت 1982. وأضاف بوفالغة: «دخول أستراليا الى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وخوضها التصفيات المونديالية من بوابة آسيا سيقلل من حظوظ العرب مستقبلا في بلوغ المونديال، حيث ستتحول الى قوة ثالثة بالاضافة الى كوريا الجنوبية واليابان.. هنا نخص بالذكر هذان المنتخبان، فهما في نسق تصاعدي ويعملون وفق قواعد احترافية عالية لكن مشكلتهم تكمن في محدودية موروثهم الكروي ما يجعلهم لا يقدرون على التألق بالشكل المطلوب على الصعيد العالمي. كما أنهم عادة ما يحاولون الاعتماد على مدربين محليين قليلي الخبرة..