كما يتنزل هذا التمشي في إطار الحرص على ضمان استعمال هذه الوسائط المستحدثة بصورة ميسرة وفعالة وآمنة من قبل مختلف المؤسسات العمومية والخاصة ومن قبل المواطنين. وتعمل تونس على إحاطة الاستخدامات متعددة الأوجه للثورة المعلوماتية بأوفر شروط الأمان والسلامة. وتتولى الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية، المحدثة سنة 2004، مهمة تطوير آليات الحماية ووضع برامج التدقيق وتفعيل التكوين والرسكلة في مجال السلامة المعلوماتية خاصة في ظل التطور السريع الذي تعرفه الانشطة الاقتصادية والاجتماعية التي تعتمد على تكنولوجيات الاتصال والمعلومات وما يرافق ذلك من تطور للثغرات والحوادث السيبرنية. استشعار ويقظة واستباق وتكريسا لهذه المهام تركزت مجهودات الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية على مدار سنوات نشاطها على محاور أساسية في طليعتها السهر على رفع وتعزيز سلامة النظم المعلوماتية والشبكات التونسية وتحسين جودة الخدمات على الخط بما يسهم بصفة مباشرة في تقليص عدد الحوادث والحد من تأثيراتها. كما عملت الوكالة على «ضمان الاستشعار المبكر للحوادث والهجمات التي تهدد مكونات الفضاء السيبرني الوطني» عن طريق منظومة «ساهر» التي تم تطويرها للغرض ومن خلال تكوين شبكة بأهم الهياكل والمؤسسات الوطنية وكذلك عبر متابعة تنفيذ الخطط والبرامج المتعلقة بالسلامة المعلوماتية في القطاع العمومي والتنسيق مع كل المتدخلين في الفضاء السيبرني من مشغلي اتصالات وموزعي خدمات انترنات لاتخاذ التدابير اللازمة في حالة تسجيل هجمة سيبرنية. وتوجه وكالة السلامة المعلوماتية قسطا هاما من جهودها لإنجاز عمليات «التدقيق والمساندة الفنية» بهدف تعزيز جوانب السلامة المعلوماتية «دراسات وإعداد مشاريع وكراسات شروط وأدلة فنية...» إلى جانب بعث مركز نداء (71843200) يوفر خدمات المساندة الهاتفية لفائدة المؤسسات والمواطنين بالإضافة إلى استعمال التراسل الالكتروني المخصص للغرض. مساهمات كما تؤمن عمليات تدقيق فني معمق لمواقع الواب ذات الصبغة الحساسة فضلا عن دراسة ومتابعة عمليات التدقيق الإجباري الدوري بالهياكل الإدارية والمؤسسات الوطنية. وفي باب «اليقظة والتكوين والرسكلة والتحسيس» برزت إسهامات الوكالة خلال السنوات الأخيرة في مجالات دعم التكوين والرسكلة وتطوير الحلول الوطنية في مجال السلامة المعلوماتية والتحسيس المتواصل وتعزيز وعي مختلف المتدخلين بالمخاطر المتعلقة باستعمالات تكنولوجيات المعلومات والاتصال. وعملت الوكالة في ذات السياق على متابعة المستجدات العالمية وإعلام المستعملين بآخر الثغرات والفيروسات الخطيرة مع الحرص على توفير أدلة فنية مختصة ومطويات تحسيسية وأدوات سلامة معلوماتية. وأسهمت الوكالة ضمن مجهودها التحسيسي، الموجه إلى المختصين والعموم، في إقامة عشرات التظاهرات الوطنية والجهوية للتعريف بخدماتها وبقانون السلامة واجبارية التدقيق. كما عملت في إطار هذا الجهد التوعوي على تنفيذ سلسلة من المشاريع الهامة وعلى التفاعل الايجابي مع هياكل البحث والتطوير والقطاع الخاص، من خلال دفع انشطة بحث وتطوير تستجيب للحاجيات والأولويات الوطنية وخلق ديناميكية بين الباحثين والقطاع الخاص لتطوير حلول وطنية في المجال والتوفق إلى إرساء إطار مرجعي للسلامة المعلوماتية قصد تفعيل الادارة الالكترونية. أنشطة وبرامج متنوعة وتميز نشاط الوكالة خلال سنة 2009 بالكثافة اذ شمل بالخصوص مجالات «الخدمات المباشرة» و»متابعة تقدم تأمين النظم المعلوماتية بأهم المؤسسات الوطنية» و«دعم التكوين ونشر ثقافة السلامة المعلوماتية» وتكثيف روابط الشراكة والتعاون والمساندة على المستوى القاري والدولي دعما لاشعاع هذه المؤسسة الوطنية المتخصصة. ففي مجال اليقظة التكنولوجية قامت الوكالة بإرسال قرابة 170 إرسالية الى اكثر من 8000 مشترك تم خلالها التصريح عن قرابة 400 ثغرة وفيروس بالإضافة الى تقديم إجابات حول استفسارات المواطنين عبر الهاتف والبريد الإلكتروني الخاص. وعلى أصعدة التحسيس والتشجيع على التكوين والرسكلة نظمت الوكالة عدة تظاهرات ومنها الدورة الاولى من «ايام التحدي في مجال السلامة المعلوماتية» في مارس 2009 والدورة الثانية من الملتقى السنوي للمسؤولين عن سلامة النظم المعلوماتية. وعملت الوكالة في مجال البحث العلمي والتكوين الجامعي على تفعيل مشروع البحث في السلامة المعلوماتية في اطار تنفيذ البرنامج الايلافي للبحث مع عدد من مخابر البحث الجامعية. علما وان تونس تعد اليوم 7 مؤسسات جامعية عمومية وخاصة تمنح شهادة الماجستير المختص في السلامة المعلوماتية. إشعاع عربي وقاري وكان للجهد الذي بذلته الوكالة في مجالات اختصاصها ولقيمة الكفاءات الوطنية التي نجحت في استقطابها الأثر البالغ على صعيد تعزيز اشعاع المؤسسة في المحافل والمنتديات الدولية ذات الصلة ودعم اسهامات الكفاءات التونسية المختصة في تقديم خدمات الاستشارة والخبرة الى عديد البلدان الشقيقة والصديقة. والجدير بالذكر ان جنوب افريقيا قد انضمت، ضمن استعداداتها لاحتضان تنظيم فعاليات كأس العالم لكرة القدم 2010، الى المنتدى العالمي لمراكز الاستجابة للطوارئ المعلوماتية بفضل خبرات الوكالة التونسية للسلامة المعلوماتية ليصبح المركز الثاني افريقيا. كما أقامت الوكالة دورة تكوينية في مجال السلامة المعلوماتية لفائدة 15 اطارا من 11 بلدا افريقيا ناطقا بالفرنسية في نطاق عضوية الوكالة في شبكة مراكز الامتياز الخاصة بمؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية. وتم تجديد انتخاب الوكالة في خطة كاتب عام للمركز الاسلامي للاستجابة للطوارئ المعلوماتية التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي. ونظمت الوكالة، فضلا عن مشاركتها في 13 تظاهرة عالمية واقليمية، الملتقى الاقليمي حول السلامة المعلوماتية بالبلدان الافريقية والدول العربية يومي 4 و5 جوان 2009 بتونس وذلك بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات وبمشاركة قرابة مائة مختص من 28 بلدا /10 بلدان عربية و18 بلدا افريقيا. تعد «السلامة المعلوماتية» خيارا ينصهر ضمن إرادة تونس لمواكبة عصر التكنولوجيا والاستجابة الواعية لتحدياته في ظل التطورات المذهلة التي تسجلها الشبكات المعلوماتية.