بعد غياب طويل عن الشّعر –في مستوى النّشر-أصدر الشاعر مجدي بن عيسى مجموعته الشعرية الجديدة «ديوان اليومي»وكان قد عرفه جمهور الشّعر في كتاب أوّل سنة 1993 «إحتراق الشذى». في هذه المجموعة الجديدة الصّادرة عن دار إشراق يؤكّد بن عيسى مساره كشاعر مختلف عن جيله ومغرّدا خارج السّرب بلا ضجيج ولا إدّعاء ولا إفتعال تأتي قصائد مجدي بن عيسى هادئة مثله لتعيد لنا نكهة حب الشعر في زمن كثر فيه الشعراء وقلّ الشّعر . «قد يلسعني النحل السّارح في حقل الكلمات الحلوة قد يجرح حلقي حرف، أو أتعثّر في حجر المعنى. لكنّي لن أمنع نفسي من قول أحبّك. أيتّها المزروعة في انية القلب كزهرة». (ص 7) وفي هذا النسق المأخوذ بإيقاعه الدّاخلي الأخّاذ تتواصل قصائد مجدي بن عيسى في إحتفالها بالحياة اليومية بكل ما فيها من تفاصيل صغيرة: «ليس للأشعارمن معنى عواء الذئب في الصحراء، أو تغريد طير في سكون الليل، نوح حمامة، ودموعي طفلي وهو يذكر جدّه الصيّاد، أبلغ في الحنين من الغناء» (ص16) المجموعة تضمّنت خمسة أبواب هي أمتعة الكتابة –شؤون عائلية-الحرب على الإرهاب-اعمال الشاعر-ألحان مصاحبة. يستحضر الشاعر في مجموعته الجديدة شعراء الهايكو اليابانيين وموسيقى تشايكوفسكي وحرب لبنان والموسيقى التركية وشارل أزنافور وموسيقى الجاز والفلامنكو ...مجموعة تستحضر الحياة وتنشد لها قصائد حب وحنين.