تحدث السيد بوبكر الأخزوري وزير الشؤون الدينية صباح أمس خلال اللقاء الاعلامي الذي عقده بمقر الوزارة عن عمرة رمضان وحجّ هذا العام وعن الاستعدادات لشهر الصيام وتفاصيل الاحتفال به. وبخصوص العمرة قال الوزير: «التخلّف عن العمرة تحوّل الى ظاهرة ندعو من خلال الصحافة إلى ضرورة القضاء عليها وذلك بالالتزام بالضوابط التي قرّرناها في مستوى لجنة العمرة حتى نضمن استمراريتها في المواسم القادمة». وأضاف: «نعوّل على مواطنينا حتى يتجنّبوا كل ما من شأنه أن يسهم في الحدّ من هذه الظاهرة». وأشار إلى الخطوات التي تمّ اتخاذها لقطع الطريق أمام المتخلّفين والتي تتمثل في التصدّي للوسطاء والسماسرة وتمّ تحديد الشروط من خلال استبعاد كلّ إمكانية للسفر بنيّة التخلف. وأضاف أنه تم تحديد ضمانات كبطاقات الخلاص وشهادات الحضور وبعد الوثائق التي تبيّن حسن نيّة المعتمر. وذكر أنّ لجنة خاصة تحوّلت إلى البقاع المقدّسة للتفاهم مع الطرف السعودي لمنع من يعتمر برّا والتواصل معنا للتعاون حول تجاوز الصعوبات. وقال في هذا السياق: «كلّلت أعمالنا بالنجاح مع المتعهد السعودي ولا نخشى والحمد للّه غلق النظام الآلي ولا وجود لضمان مالي في حدود 25 مليون ريال سعودي أي ما يعادلها 10 مليارات تونسية! وفيما يتعلق بالحج أفاد أنّ عدد المترشحين بلغ 78 ألفا و461 مترشحا بزيادة قدرها 832 حاجا عن السنة الماضية. وتتوفر ولاية القصرين على أعلى نسبة ب38.03٪ والمنستير أقل نسبة ب4.06٪ وذكر الوزير بكلفة الحج وقدرها 5 آلاف و626 دينارا للفرد الواحد ينضاف لها منحة سياحية أدناها ألف دينار وأقصاها 6 آلاف دينار. وبخصوص المكفولين بالخارج قال الوزير إن كلفة حجهم في حدود 5 آلاف و300 أورو. وأشار الى أن ثلث الحجيج تجاوز الثمانين سنة. رمضان والسلوك قال السيد بوبكر الأخزوري في حديثه عن شهر رمضان: «نريد خلال هذا الشهر الكريم تثبيت دعوتنا الى عقلنة السلوك خاصة ونحن في الصيف». وأضاف: «سوف نعمل على تحسيس المواطن بأن شهر رمضان هو شهر عبادة وليس شهر استهلاك سيّما وأننا في تونس تجاوزنا كل الحدود والأرقام شاهدة على ذلك». وقال: «في هذا الخصوص التأمت جلسة تضمّ وزير الصحة والشؤون الدينية ورئيس منظمة الدفاع عن المستهلك». وأشار إلى أنه سوف يتمّ تنظيم لقاء صحفي مشترك بين الخبراء لابراز الأبعاد الدينية والصحية والاقتصادية. وأوضح أنه يمكن استعمال الارساليات القصيرة لتمرير المعلومة. وانتقد الوزير ظاهرة الافراط في الاستهلاك التي يتميز بها التونسي حيث تخصّص الدولة 1500 مليون دينار للدعم. وأضاف أنّ الأمراض تفاقمت في تونس كأمراض القلب والشرايين والسكري والسمنة حتى أنه قريبا نفكر في ممرّ خاص بالمصابين بها مثل الممرّ الخاص بالمعاقين. وقال: «إنه فعلا أمر خطير وفي خطابنا الديني من الضروري التأكيد على هذا والدعوة للعبادة وعقلنة السلوك الاستهلاكي والمساهمة في تحديد هذه الهنات». ودعا الى العمل خلال شهر رمضان لأنه ليس بشهر كسل كما يعتقد البعض، بل أن تاريخ المسلمين يتضمن أنّ الأعمال الصعبة يقومون بها خلال رمضان. وعرّج على ضرورة تشريك علماء الاجتماع وأصحاب الدراية لدراسة الظاهرة من جميع جوانبها. وذكر من جهة أخرى أنّ الوزارة سوف تسهر على الاحاطة الدينية ببلدان الاقامة للتونسيين بالخارج لأنها تتوفر لديه تيارات موسومة بالتطرف تتطلب تأطير أبناء الجالية من الجيل الثاني والجيل الثالث. وأضاف: «نغتنم وجود أبنائنا ببلدهم الأصلي لتكوينهم تكوينا وطنيا وتأطيرهم دينيا لأنه في فكر بن علي التونسي هو تونسي أينما كان. ولم ينس الوزير المسامرات الدينية في شهر رمضان والندوات الفكرية التي سيتم تنظميها لأنّ همّ الوزارة على حدّ تعبيره هو صفاء العقيدة. وعبر الوزير عن استيائه من ظاهرة التبرّك والتمسّح بالأولياء الصالحين وسعي الوزارة لتحويلها الى ظاهرة ثقافية وتحدث الوزير عن انخراط الوزارة في الاحتفال بالسنة الدولية للشباب من خلال تنظيم ندوة عنوانها: «الاسلام ومشاغل الشباب». جوائز ومعالم قال الوزير في مستهل الندوة الصحفية: «من المعلوم أنه يوجد اهتمام رئاسي بالمعالم الدينية ومن الطبيعي أن تجد العناية اللازمة والاهتمام بالصيانة حيث تم تخصيص مبلغ قدره مليون و500 ألف دينار. وبخصوص التهيئة الكبرى قدّر مبلغها بمليون و300 ألف دينار وزع منها مليون و500 ألف سابقا وسوف يتم توزيع 450 ألف دينار مستقبلا. وذكر أنه خلال شهر رمضان سوف تقع العناية بالتأثيث من خلال اعتماد مبلغ قدره 200 ألف دينار لتأثيث المساجد. وقال: «كما سيتم توزيع 5 آلاف زربية مع الاهتمام الخاص بجامع القيروان وجامع زين العابدين». وتحدث عن المسابقات الدينية التي سيتم تنظيمها وعن جائزة رئيس الجمهورية للدراسات الاسلامية 2010 المقدّرة قيمتها ب30 ألف دينار والتي بلغ حجم الترشحات لها 38 مترشحا. وتعرض الى التعاون الدولي في المجال الديني مشيرا الى أن تونس والحمد للّه أصبحت مقصدا لإخواننا بالمشرق وليس أدل على ذلك من مركز جامع الشيخ زايد ب«أبو ظبي» حيث اطلع الوفد على التجربة التونسية في المجال الديني للاستئناس بها قصد بعث معهد ديني ومركز لتحفيظ القرآن الكريم وتلاوته. وعبّروا عن الرغبة في إقامة معرض للمخطوطات القيروانية ب«أبو ظبي». وقال: «زارنا أيضا وفد إماراتي من الهيئة العامة للشؤون الاسلامية والاوقاف لانتداب أيمّة للعمل لديهم وتمّ انتداب 13 إماما سيلتحقون بوظائفهم قريبا».