الكتاب صادر باللغة الفرنسية وترجمة عنوانه الكامل «التراث الثقافي: على آثار فن وعلم تربية الحمام في تونس: التاريخ والواقع». تقول توطئة الكتاب فيما تقول عنه «هذا الكتاب ليس نهاية في حد ذاته ويمكن ان يشكل لبنة أولى لدراسة متعددة الاختصاصات وشاملة عن تربية الحمام في العالم العربي والاسلامي على مجرى الزمن... ومهما يكن من أمر فإن الكتاب يكون نافذة مفتوحة على التراث البيولوجي الفني والثقافي الذي شد وأغرى أجدادنا منذ قرون. كما يريد أن يكون أيضا دليل عمل لمربي الحمام وللبيولوجيين الذين يبدون اهتماما خاصا لهذا النوع من الحمام وهو أيضا مصنّف لغير ذوي الاختصاصات الذين يهزهم الفضول لمعرفة جانب آخر من هذا التراث...». في الكتاب توطئة ومقدمة وثلاثة فصول وخاتمة وقائمة بيليوغرافية وقبل التوطئة معجم بالمصطلحات المستخدمة في مجال تربية الحمام. تحدّثت المقدمة عن تاريخ الحمام منذ عصر نوح الذي اختاره رسولا ينقل الرسائل بين الناس الى أن أصبح رمزا للسلام، ثم بحث الباحث بعد ذلك في التاريخ الثقافي للحمام وشغف الناس به في تونس وفي العالم العربي الاسلامي وكيف كانوا يلعبون به ثم انتقل الباحث بعد ذلك الى استعراض تاريخ تربية الحمام في العهد الاغلبي وفي العهد الفاطمي وخلال العهد الزيري وزمن الحفصيين وفي عهد الدايات والبايات المورادين والحسينيين وتحدث عن أصناف الحمام عند العرب والمسلمين وعن الأجناس الموجودة حاليا في الشرق الادنى والأوسط وعن الأجناس الحالية في تونس وعن باقي الأصناف الاسبانية المتناسلة عن حمام الشرق الاوسط والمغرب العربي وعن الاصناف الاوروبية وعن علاقة الحمام بالعلوم والآداب والفنون عند العرب. وفي قسم لاحق منه وسمه الباحث بالدراسة العلمية تحدث الكتاب عن مختلف أصناف الحمام التونسي وعن تربيته عموما. أما في القسم الثالث فقد تطرق الكتاب الى مربّي الحمام في تونس وعن أهل الجريد المهتمين بهذه الصنعة وعن سكان الساحل وخاصة مربّي الحمام في جمال وانتهى الكتاب بخاتمة أبرز ما جاء فيها ان «تربية الحمام شكلت منذ العهد البوني الى أيامنا هذه في تونس نشاطا ثقافيا» وعددت الخاتمة المواصفات التي ينبغي ان تتوفر في مربّي الحمام.