عديدة هي الكفاءات التونسية التي شدت رحالها الى البطولات العربية كالبطولة الإمارتية غازي الغرايري والبطولة الليبية طارق ثابت وخميس العبيدي وسمير الجويلي وغيرهم والبطولة السعودية لطفي رحيم وغيرها من البطولات التي استقطبت المدرين التونسيين في السنوات القليلة الماضية فذاع صيتهم وأثبتوا علو كعبهم في مجال التدريب من خلال التتويج بعدة ألقاب كانوا يحلمون بها في تونس. لكن يبقى السؤال المهم لماذا تنجح الكفاءات التونسية في البطولات العربية في حين تفشل في البطولة التونسية؟. «الشروق» طرحت هذا السؤال على المدربين طارق ثابت وسمير الجويلي وغازي الغرايري الموجودين مع فرقهم أهلي بن غازي والشط الليبي ونادي الإمارات الإماراتي في تربصات بجهة عين دراهم. غازي الغرايري (نادي الإمارات الإماراتي): لا نبيّ في قومه؟ الحمد لله فقد كتب لي النجاح في الموسم الماضي مع فريق نادي الإمارات والتتويج بلقب الكأس وها نحن نستعد في تونس للقاء السوبر الذي سيجمعنا في بداية هذا الشهر بنادي الوحدة صاحب بطولة الدوري، وسنشارك أيضا في كأس الإتحاد الآسيوي في السنة القادمة بقي أن أشير بأن الكفاءات التونسية لها اشعاعها المتميز في البطولة الإماراتية لما تقدمه من خدمات ساهمت في تقدم كرة القدم هناك حتى بات المدرب التونسي مطلوبا هناك وبإلحاح نظرا للنجاحات والتتويجات التي أشر عليها بعد أن وجد كل الظروف السانحة للعمل والنجاح من صبر ومساندة المسؤولين هناك ودعم الجماهير وعليه كان من الطبيعي أن تعانق الكفاءات التونسية النجاح والتألق بعد أن أخذت الفرصة بالكامل عكس ما تعيشه كفاءاتنا في تونس من ضغط رهيب من لدن المسؤولين والجماهير ومطالبتهم بالنتائج العاجلة ولهث بعض الأندية وخاصة الكبرى منها وراء استقدام المدربين الأجانب رغم ارتفاع أجورهم غير عابئين بالصعوبات المادية التي باتت تتخبط فيها جل الأندية التونسية. سمير الجويلي (مدرب نادي الشط الليبي): في تونس نحن بين مطرقة المسؤولين وسندان الجماهير وجدت كافة الظروف السانحة للنجاح والعمل في أريحية تامة بعيدا عما هو موجود في بطولة تونس من ضغط وإرباك كانا وراء فشل بعض المدربين رغم قدراتهم وكفاءاتهم المشهود لهم بها في البطولات العربية لما تركوه هناك من سمعة وصورة وضاءة نالوا بفضلها العلامة الكاملة وأعتقد أن قلة الصبر على عمل المدرب في تونس ومطالبته بتكوين فريق في ظرف شهر أو شهرين بالإضافة الى رغبة الجماهير في حصد النتائج العاجلة كلها عوامل مثلت حملا ثقيلا على كاهل المدرب التونسي فكان من الطبيعي أن يفشل ويخير الهروب الى البطولات العربية حيث وجد الظروف والميادين مهيأة تتوفر فيها عناصر النجاح فأثبت قدرته على التألق والإمتياز. الحبيب الهذلي (مدرب حراس نادي الفجيرة): المدرب في تونس تحت مجهر الجميع في البدء لا بد من الإشارة الى أن الجماهير العربية وخاصة في الإمارات ليست مولعة بمتابعة كرة القدم مثلما يوجد في تونس حيث يتابع الكبير والصغير وحتى النسوة مباريات كرة القدم حتى صار الجميع يفهم في أصول اللعبة الشعبية الأولى لذلك يعود هذا الإهتمام المبالغ فيه أحيانا بالسلب على عمل ومسيرة المدرب. من جهة أخرى لابد أن أؤكد بأن المدرب التونسي عندما يعمل بالبطولات العربية يجد كافة الظروف السانحة للنجاح من إمكانات مادية ومنشآت رياضية من الطراز الرفيع وعليه يعانق النجاح ويقود الفريق الذي يشرف على حظوظه نحو الصعود فوق منصات التتويج عكس ما هو موجود في تونس خاصة في ظل تهافت أنديتنا على المدربين الأجانب حتى وإن كانوا نكرات أو في بداية مسيرتهم التدريبية. طارق ثابت (مدرب أهلي بنغازي): لا صبر على المدرب في بلادنا بعد موسم متميز مع نادي خليج سرت أنهيناه في المرتبة الثالثة تعاقدت هذا الموسم مع صاحب المرتبة الثانية أهلي بنغازي الذي وقع تأسسه سنة 1947 والذي يعد من أحسن الفرق الليبية وهو متحصل على 4 بطولات و4 كؤوس ويلعب من أجل التتويج وسيشارك بداية من مارس القادم في كأس رابطة الأبطال الإفريقية التي ستبقى غايتنا الأولى خاصة أن ظروف العمل جد طيبة وكل ممهدات النجاح متوفرة من إمكانات مادية ورصيد بشري ودعم جماهيري عكس الظروف التي تحيط يعمل المدرب في تونس خاصة في بعض النوادي التي تعيش وسط الموسم ظروفا مادية صعبة، تعود بالسلب على أداء ومردود اللاعب على خلفية الوضعية النفسية التي أصبح اللاعب التونسي يمر بها جراء عدم حصوله على مستحقاته المالية في موعدها وهو ما يعسر عمل المدرب من جهة أخرى قد بات المدرب التونسي ضحية مطالبة الجماهير بالنتائج العاجلة عكس ما هو موجود في البطولات العربية حيث يأخذ المدرب التونسي فرصته بالكامل فيتمكن من النجاح.