سهرة طربية لما خلد من الأغاني مع وصلات موسيقية عانقت الابداع وأدخلت الحضور في حالات من الشجن فأزاحت عنه عبء الحياة وطهرت الأذن من الصخب.. تلك هي حفلة المطربة ليلى حجيج على ركح مسرح مهرجان الحمامات الدولي ليلة السبت الفارط. بهدوء تام وبشيء من الوقار دخل أعضاء الفرقة الموسيقية ليتخذ كلّ مكانه.. تبعتهم المطربة ليلى حجيج ليستقبلها الجمهور بتصفيق حار عاد بنا الى فترة الستينات والسبعينات زمن استقبال الفنان الحق وليس «المفبرك» حينها لم تجد ليلى حجيج تعبيرا سوى أن اكتفت بابتسامة تنمّ عن حب وفرح لتجلس على الكرسي وينخرط أعضاء الفرقة في العزف.. فقدموا وصلة موسيقية تمهيدا لبداية العرض وإيذانا بانطلاق حفل طربي مشحون بالشجن.. شرعت ليلى حجيج في الغناء فغنّت «أنا هويتو» للسيد درويش أولي الأغاني المقدمة لتؤدي إنتاجها فغنّت لاحقا «حبيبنا، حبينا» كلمات آدم فتحي وألحان لطفي بوشناق.. لتكون الوصلة الموسيقية مع عازف الكمان عبد الباسط متسهل الذي حرّك الأوتار ببراعة فقوبل بتصفيق حار.. ليلى واصلت تقديم الطربيات لعمالقة الفن مثل «امتى حتعرف امتى» لاسمهان و«أنا ليك على طول» لليلى مراد و«تبعني» للمرحوم الجويني كما غنّت من إنتاجها الخاص على غرار «نامت عيون الناس» كلمات علي الورتاني وألحان عبد الحكيم بلڤايد.. فلسطين في البال لأنها فنانة تؤمن بالعروبة ولأنها تحب فلسطين كما صرحت ليلى فقد غنّت أغنية من كلمات وألحان «محمد الحجازي» الشاعر الفلسطيني المقيم في المهجر.. أغنية كان مطلعها: «من صغري يامّة بنادي» تتغنّى بغزّة الشهيدة وبأطفالها وبحنين كل فلسطيني للعودة الى أرض فلسطين وفيه شيء من العزّة والكرامة.. جمهور منصت عكس عديد المهرجانات إن لم نقل جلّها فإن خاصية جمهور الحمامات همّه الوحيد الأذن الصاغية والانصات التام ليكون التفاعل لاحقا وسط تنظيم بديهي.. جمهور الحمامات كما ألفناه تابع العرض بعيدا عن الهرج وخلق الصخب اللاّمبرّر. كفاح ما يمكن اختزاله وما يحفظ في الذاكرة أن عرض ليلى حجيج على ركح مسرح الحمامات يعتبر لبنة كفاح لمطربة تؤمن بالفن الراقي في خضمّ عروض فرجوية لا تمت بصلة الى الفن والتي طغت بكثرة خلال السنوات الأخيرة لكن التاريخ سجل عبد الوهاب وأم كلثوم وصليحة وسيسجل ليلى حجيج وأمثالها بشكل إيجابي طعبا..