انتهت مؤخرا فعاليات المهرجان الصيفي لمدينة باجة بعرض للفنانة الشعبية زينة القصرينية.. سهرة أرقصت الجماهير التي حضرت بعدد لا يتجاوز الألف ونفضت غبار مهرجان آن الأوان أن تتم مراجعة أكثر من أمر فيه.. فذات صيف مضى زارت ركحه الفنانة أمينة فاخت وبدأ الجميع يحلم بتحوّل هذا المهرجان من صيفي جهوي الى مهرجان دولي. وبما أن لكل حلم ثمنا يوازيه فقد حافظت ميزانية المهرجان على فقرها وواصل السيد خالد بن شعلية مدير المهرجان صراعه مع 15 ألف دينار قد لا تكفي لسهرة أمينة وحدها. وعبثا حاول المدير استرجاع مصاريفه من «يا ميمتي الغالية» لسمير لوصيف و«يا مرسول سبق سبق» لوردة الغضبان و«أصحاب البارود» للشاب صليح و«عالسّون تروا ايفيري» لزينة القصرينية و«هزي حرامك» لنوال غشام في السهرة الافتتاحية. فالحضور الجماهيري نزل تحت الحدّ الأدنى المطلوب فنزل «دينار» المهرجان الصيفي لمدينة باجة الى أدناه لأن المهرجانات جماهير أو لا تكون. 20 متفرجا سهرة الفنان حسين الدهماني ورغم حنجرته القادرة على اطراب الآلاف من المستمعين حتى بدون مضخمات صوت لم يتابعها سوى عشرون متفرجا تقريبا وأغلب الظن أنهم من أصحاب الاشتراكات الذين حلّوا بمدارج ملعب باجة بحثا عن النسيم أكثر من بحثهم عن الفن والرقص والطرب. علامات مضيئة وحتى لا يكون وصفنا لفعاليات المهرجان الصيفي لمدينة باجة في دورته الأخيرة وسط ركح مظلم يغلب عليه النواح والعويل فإنّ السهرة الافتتاحية كانت ناجحة بمقياس الثلاثة آلاف متفرّج الذين استمتعوا بما جادت به نوال غشام في أول ظهور لها على ركح مدينة باجة لكن بمقياس المداخيل. فالدخول يكاد يكون مجانيّا.. وكما اكتشفت المئات من هذه الجماهير موهبة مسرحية باجية صرفة من خلال عرض ناجح لمسرحية «كل شيء» للمخرج الشاب صفوان الكشباطي ابن المسرحي المعروف أحمد الكشباطي وإذا حافظ صفوان وجماعته على نفس التألق فقد يغني مهرجانات باجة عن لمين النهدي و«سراديكه» ودجاجه وحتى ثعالبه وما يرفقها من مصاريف باهضة لعلها كانت وراء اختفاء هذا الكوميدي من ركح المهرجان الصيفي لمدينة باجة. كما نذكر بأن أبرز المتابعين لفعاليات المهرجان كان مدرب الأولمبي الباجي رشيد بلحوت وزوجته. تغيير «السرج» أجدادنا قالوا «تبديل السروج فيه راحة»، ولعلّ هذا القول المأثور يؤتي أكله في القادم من المواسم الثقافية الصيفية. فقد علمنا أنّ موقع ركح المهرجان الصيفي لمدينة باجة سيتحول في الصائفة المقبلة من الملعب الأولمبي بباجة الى «القصبة» وهو موقع أثري بالمدينة ومعه قد نسجل العودة الى الأصل في البرمجة والمحتوى والدعم بما يعيد لباجة أمجادها ثقافيا وسياحيا وفنيا.