لفظ شاب أنفاسه يوم السبت الماضي اثر تلقيه جرعة من الدواء أثناء إقامته بأحد المستشفيات بالقيروان. وقد أذنت النيابة العمومية بعرض جثته على ذمة الطبيب الشرعي لمعرفة سبب الوفاة. وسيمكن التقرير الذي ينتظر أن يصدر اليوم الثلاثاء من معرفة ما إذا كانت جرعة الدواء هي السبب في وفاة الشاب الذي عاد قبل أشهر من فرنسا أين كان يدرس الماجستير قبل الدخول في العلاج من المرض النفسي الذي لم يتبيّن سببه بدقة بعد. وحسب المعطيات الأولية التي استقتها «الشروق» من شقيقه، فإن الهالك (أنيس اليعقوبي 28 سنة) وهو طالب في مرحلة الماجستير باحدى جامعات باريس (فرنسا) في اختصاص الموسيقى (آلة البيانو) تخرج من أحد المعاهد التونسية قبل عامين وتوجه للدراسة بفرنسا بمنحة كاملة من الدولة التونسية بسبب نبوغه في دراسة الموسيقى. غير انه وبعد نحو عامين من الدراسة تعرض إلى أزمة نفسية حادة لم تتضح أسبابها بعد رغم الفحوصات الطبية التي تلقاها في فرنسا لمدة ستة أشهر قبل أن تتم احالته إلى المستشفيات التونسية. وذكر شقيق الهالك (نزار) ان الأطباء بمستشفى القيروان تمكنوا من علاجه وتماثل للشفاء تدريجيا. لكن بعد أربعة أشهر عاودته نوبة المرض النفسي مما استوجب إعادته إلى مستشفى الأمراض النفسية بالقيروان منذ يوم 20 جويلية أين واصل الإقامة وتلقي العلاج تحت العناية الطبية. لكن المنية وافت الشاب يوم السبت 7 أوت وذلك بعد تلقيه جرعات الدواء التي وصفها الاطار الطبي. وعلى اثر الوفاة أذنت النيابة العمومية بعرض جثة الشاب على ذمة الطبيب الشرعي أمس الاثنين للتعرف إلى أسباب الوفاة. مرض وماجيستير «كان في صحة جيدة وكان نابغة ومتميزا في اختصاص الموسيقى وخصوصا على آلة «البيانو» التي دعي لدراستها في فرنسا»، يؤكد نزار شقيق الهالك (أنيس) مضيفا انه كان من المفترض أن يقدّم شقيقه بعد أيام أطروحة الماجستير بفرنسا. وعن الأسباب المباشرة لأزمته النفسية بين نزار أن ظروف إقامة شقيقه في فرنسا جيدة ويتمتع بمنحة الدراسة ومجانية الاقامة كما كان في دراسته ويطمح إلى مرحلة الدكتوراه، لكنه أشار إلى جانب مهم في حياة شقيقه شكل المنعطف والسبب لمرضه النفسي وهو انخراطه في احدى الطرق الصوفية التي يبدو أنها غيرت حياته في فرنسا ثم اعادته إلى حالة المرض عندما عاد إلى تونس بعد زيارته مباشرة لاحدى الطرق الموجودة. ولا تزال أسباب المرض غامضة شأنها شأن سبب الوفاة في انتظار تقرير الطبيب الشرعي. وقد مثلت وفاة الشاب صدمة للأهل والأصدقاء لما يعرف عنه من دماثة الأخلاق وحسن السيرة خاصة أنها جاءت قبل أيام من مناقشته أطروحة الماجيستير.