كان لجمهور «ليالي رمضان 2011» بسوسة موعد مع السهرة الرابعة الذي أثثته ألفة بن رمضان التي أصبحت من الوجوه المألوفة في هذا المهرجان. احتضن السهرة مسرح الهواء الطلق «سيدي الظاهر» الذي ضمّ جمهورا متوسط العدد قدّمت له ألفة برنامجا ضمّ ثلاثة عشر أغنية منها ست أغاني من إنتاجها الخاص وهي: «سميها زي ما تسميها» و«أصحاب» و«معقول تكون انت»، و«سنة عن سنة» و«الي جيب الليل» و«يقتل حبي» و«وهو أنت إيه»، تخلّلتها أغاني من السجلّ الشرقي والتونسي طبعت أغلبها بأجواء الأعراس والتي كانت استمالة من ألفة للجمهور الذي بدأ البعض منه يغادر المسرح بعد ساعة من السهرة وحاولت تحريضه على التفاعل بالرقص وخاصة بالغناء حيث أدّى العديد من الأغاني في كلّ مرة توجّه له ألفة المصدح. إنتاج خاصّ ولكن...! طبعت الأغاني الخاصة بألفة بالإيقاع السريع الراقص وإن كان ذلك اختيارا منها قد يكون له ما يبرّره في ظلّ موجة تحريك الأحزمة التي لازالت تسيطر على مهرجاناتنا ولكن بقي مستوى كلمات أغلبية هذه الأغاني دون المتوسط لبساطة الصور الشعرية ، فتخصيص قرابة نصف برنامج السهرة لإنتاجات خاصة يبقى مؤشرا جيدا متى اقترن بالكيف أمّا الإنتاج لمجرّد الإنتاج يبقى غيابه أفضل من تواجده ، وعموما تتناسب الإمكانات الصوتية لألفة إلى حد كبير مع النمط التونسي على خلاف الأغاني الشرقية التي أدّتها خاصة المتعلقة بالأسماء الكبرى في الغناء العربي التي وإن كانت خيارا من ألفة فإنه يبقى في حاجة متأكدة للمراجعة مثلما وجب دراسة الأغاني الخاصة مضمونا وأداء حتى تصبح بالفعل انتاجات. بالقايد والتميزالمتواصل! رغم الصعوبات التقنية التي عرفها الحفل فإن عبد الباسط بالقايد قاد السهرة إلى برالأمان بما تميز به من خبرة ورفعة مستوى ومن برودة دم وحسن انسجام مع أفراد الفرقة التي تم تطعيمها بثلاثة من أحسن عازفي سوسة على الأورغ محمد الكلبوسي و حسين على الناي و مازقو على آلة الباطري و شكلوا نقطة مضيئة في الحفل لما عكسوه من انسجام وحرفية في العزف وخاصة حسن التعامل مع مجريات الأمور ومع الظروف الطارئة للحفل. قائدان بين القلب والفن! بين طلبات للترفيع في صوت آلات الأورغ و الكمنجة والدربوكة وبين التوجيهات الركحية و الإيماءات الرابطة بين مختلف الأطراف الموجودة على الركح سيطر على السهرة قائدان الأول وبصفة مباشرة عبد الباسط بلقايد والثاني وهو هيثم عازف الإيقاع وهو زوج ألفة بن رمضان فبين من تدفعه عواطفه وبين ما تحفزه الخبرة الفنية كان «التنافس»طريفا بين الزوج و قائد الفرقة لم يخل من مصداقية وحب للعمل .