حلّ شهر رمضان المبارك شهر التوبة والرحمة وصفاء النفوس والقلوب وهي مناسبة عظيمة للمسلم للصوم بإخلاص ليس عن الأكل والشرب فحسب بل أيضا عن السلوكات الخاطئة والأفعال المشينة. وفي الحقيقة فإن الشارع التونسي بدأ في السنوات الأخيرة متشنجا وتسمع فيه دوما كلاما عنيفا وصادما وترى فيه سلوكات خاطئة بحاجة الى تقويم واصلاح. ويبدو هذا الرصد على صحته غريبا عن مواصفات الشعب التونسي الذي تنتشر في صفوفه اعلى نسب التمدرس والتعليم والثقافة والانفتاح على الثقافات والحضارات، إضافة الى أن المجتمع التونسي لا يعاني ازمة اقتصادية أو معيشية. السلوكات التي كنا اشرنا اليها تهم بعض التصرفات الفردية في الغالب التي يأتيها البعض وتتعلق بتراجع قيم متأصلة في المجتمع التونسي المتجذر في هويته العربية الاسلامية ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ضعف احترام الصغار للكبار ولذوي الاحتياجات الخصوصية في الشارع وفي الإدارات ووسائل النقل العمومي اضافة الى نقص الالتزام بآداب الطريق من فسح الأولوية والركون الخاطئ للسيارات في أماكن تعطل حركة السير علاوة عن السرعة وعدم احترام المترجلين وعابري ومستعملي الطريق، وهي سلوكات لا تحصر فقط في الشبان بل تتعداهم الى الكهول وحتى الشيوخ وتحصل احيانا حتى امام المساجد والمستشفيات. ويمكن ان يعيب على بعض الشبان في شارعنا اللجوء أحيانا الى الكلام البذيء حتى في خطابهم المتداول في غير حالات الغضب والتشنج وهو سلوك يتكرر حتى في فضاءات التمدرس والترفيه الجماعي حتى كادت الكلمات النابية تتحول الى مفردات عادية ومقبولة في كل الفضاءات وأمام الجميع بما في ذلك حالات الاختلاط. وإذا كان تقويم هذه السلوكات يتطلب دراسات معمقة واجراءات علاجية متعددة ووقتا مطولا فإن حلول رمضان المبارك قد يكون مناسبة للافراد شبانا وكهولا لمراجعة تصرفاتهم وتعديلها وتقويمها. وتلك أولى خطوات الاصلاح.