قرر «حزب اللّه» أن يكشف لجمهوره اللبناني والعربي والإسلامي «عينة» من أسراره العسكرية التي مكنته من مقارعة الكيان الصهيوني خلال فترة احتلاله الجنوب اللبناني، وخلال المواجهات الماضية معها، وآخرها في جويلية 2006. فقد بنى الحزب على تلة «مليتا» في مرتفعات «إقليم التفاح»، معلما سياحيا فوق مركز عسكري سري من عمق سبعين مترا استغله لاطلاق صواريخه في اتجاه المستعمرات الإسرائيلية خلال حرب عام 2006، وحوّله إلى «متنزه جهادي» يقدم من خلاله للزوار فكرة عن أسلوبه في القتال حتى عام 2006، باعتبار أن ما بعد هذا التاريخ يقع في إطار الأسرار العسكرية التي يحتفظ بها الحزب. ويقول أحد المشرفين على المركز لصحيفة «الشرق الأوسط» في عددها الصادر أمس إن الحزب «اختار أن يظهر للناس وجهه الآخر لمواجهة الحملة التي تساق ضده وتتهمه بالإرهاب وتسعى إلى وصمه بهذه التهمة». وأشار إلى أن عدد الزوار فاق بعشرات المرات ما كان متوقعا من قبل المسؤولين في الحزب، بحيث تجاوز العدد ال550 ألف شخص قبل بداية الأسبوع الجاري، موضحا أن عددا كبيرا من الزوار الأجانب أتوا لمشاهدة المعلم. وبالفعل، فقد خصص الحزب للزوار الأجانب تسهيلات واسعة، منها الاستقبال و«المرشدون» الذين يزيد عددهم على 20 ويتكلمون الكثير من اللغات، كالإنقليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية ولغات أخرى. وتسبب الحزب في ارتفاع هائل في أسعار العقارات في المنطقة التي ترتفع نحو 110 أمتار عن سطح البحر، وتقع بين مدينتي النبطية وجزين، وتبعد عن مدينة صيدا نحو 15 دقيقة بنحو 37 كيلومترا، فقد اشترى متر الأرض في البداية بنحو 7 دولارات للمتر، ليرتفع السعر إلى أكثر من 200 حاليا بعد شيوع خبر الموقع. وهو ينوي توسيع نطاق الموقع ليشمل «المنطقة المعادية» التي تقابله في برنامج طموح تكلفته تقدر بملايين الدولارات «التي لا تقارن بثمن الأرواح التي ضحت في سبيل المقاومة»، كما يقول المسؤول. فموقع «مليتا»، أنشئ من قبل «المقاومة الإسلامية»، الجناح العسكري للحزب خلال فترة الثمانينات، بعد أن انسحبت القوات الإسرائيلية من «منطقة صيدا» وأجزاء من الجنوب مفضلة التمركز عند التلال العاليةلإقليم التفاح في سجد وبئر كلاب وكسارة العروش وتومات نيحا. واعتمدها الحزب آنذاك نقطة متقدمة لمواجهة الإسرائيليين وكانت أولى مواقعه الثابتة في الجنوب، حيث سعى من خلالها إلى منع الإسرائيليين من التقدم في اتجاه المناطق التي انسحبوا منها. ويخطط الحزب الآن لبناء مراكز مماثلة تكون تتمة للمشروع الحالي في تلة سجد، ولديه مخطط لبناء «تلفريك هوائي» يربط بين الموقعين، فيمثل الأول معالم المقاومة، والثاني معالم الاحتلال، وبينهما مشاريع ترفيهية كبناء مسابح ومواقع تخييم وألعاب مائية وغيرها.